تطوير التصاميم الداخلية

 

انخرطت في تطوير التصاميم الداخلية لعدد من مستشفيات وزارة الصحة بالمملكة، عقب الثقة التي أولاها لها الدكتور عبدالله الربيعة؛ وزير الصحة، كي تقدم مهندسة الديكور السعودية، مشاعل العيدان، أفضل التصاميم التي تجمع بين أسس التصميم العالمية ومواصفات وزارة الصحة، ضمن ميزانية المشروع المرصودة له آنذاك، ومن هنا كانت الانطلاقة الأولى لها، ثم تلى ذلك العديد من المستشفيات والمشاريع الأخرى التي قامت بتصميمها، وللتعرف على بداية “العيدان” في عالم التصميم والديكورات، وكيف استطاعت أن تحفر لنفسها ولشركتها “عالم مشاعل” اسمًا ينافس الشركات العالمية في المملكة، كان لنا معها الحوار التالي:
 
كيف كانت بداية دخولكِ عالم التصميم؟

كانت بدايتي “عمليا” بأول مشروع تصميم وتنفيذ مركز وكوفي شوب نسائي، حيث كانت هناك منافسة مع مصمم فرنسي، وبفضل الله حصلت على المشروع بسبب أن التصميم الذي قدمته كان أكثر تفهما لمتطلبات العميل ويلبي جميع احتياجات المكان “كوفي شوب -صالون نسائي – مشغل خياطه” بتصميم ابداعي.

ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتكِ في تأسيس مشروعك الخاص “عالم مشاعل”؟

في “عالم مشاعل” هدفنا كان ومازال خدمة بلدنا، والمضي قدمًا للعمل على أرض الواقع، فهو النجاح الحقيقي الذي نفتخر فيه.

في بداية عملي، كانت هناك صعوبات عديدة وجهود كبيرة لإثبات كفاءتي كمصممة سعودية، وقدرتي على الإنجاز وكسب العملاء وتحقيق النجاح على أرض الواقع، خصوصا في ظل وجود منافسين ومحاربين للنجاح.

وبفضل الله عز وجل ثم بفضل دعم زوجي، وكل من أعطانا الفرصة والثقة في بداية مشوارنا، فقد حققنا نجاحات في مختلف أنحاء المملكة والتي كان لها صدى كبير، أبرزها: مشروع المستشفى التخصصي في مدينة الملك عبد الله الطبية بمكة المكرمة، ومستشفى شمال جدة بمجمع الملك عبد الله الطبي، ومستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز شرق الرياض.

ومن عظيم الشرف لنا، قيام مولاي وسيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز ـــ حفظه الله ـــ بافتتاح مشروع من أعمالنا وهو المستشفى الجامعي في القصيم، سعة 700 سرير، وبلغ عدد المستشفيات التي قمنا بأعمال التصميم الداخلي لها أكثر من 30 مستشفى من مختلف التخصصات “تخصصي، عام، أطفال ونساء وولادة، وصحة نفسية وإدمان، جامعي”.

احتراف التصميم الداخلي هل يعتمد على الموهبة أكثر أم على الدراسة؟

من تجربتي، أعتقد أنه من أهم أسس النجاح، خاصة في مجال التصميم الداخلي، هو وجود الموهبة وحسن التذوق Sense قبل الدراسة والتخصص في هذا المجال، ويعتبر عشق المهنة هي النواة وشعلة الطاقة للإبداع.

ومن خلال ممارسة المهنة بمراعاة الأسس والمعايير العالمية للتصميم واحترام متطلبات العميل الوظيفية والجمالية والتصميم بحدود الميزانية، يكتسب المصمم الخبرة بتحقيق الأهداف وتجاوز الصعوبات والإنجاز في وقت قياسي وباحتراف.

أما عن سر الاستمرار وتحدي الصعاب، فهو وجود الهدف السامي النابض ألا وهو خدمة بلادنا بأيدي أبنائها وبناتها.

هل الجمال هو الوظيفة الأساسية للتصميم الداخلي، أم أن هناك معايير اَخرى؟

من أسس نجاح التصميم الداخلي ليس تحقيق الجمال فقط، إنما يفترض مراعاة رغبة العميل وتلبية كل متطلباته الوظيفية والجمالية حسب نوع المشروع، والتمكن من تحقيق ذلك ضمن أسس التصميم مع مراعاة الميزانية المرصودة والمدة والجودة.

فعلى سبيل المثال، تصميم الفنادق يفترض فيه تحقيق عنصر الجمال والإبهار والفخامة، خصوصًا في المداخل الرئيسة والتي تعكس مستوى وهوية الفندق ومدى غنى التصميم أو بساطته ونوع خطوط التصميم المرغوبة، مثل: “نجدي، إسلامي حديث، معاصر”.

وبالنسبة لقطاع التعليم، فأهم الأهداف هو تحقيق أجواء عملية محفزة ومنشطة، تساعد الطلبة والطالبات على تلقي العلم بنفسية مرحبة ومتقبلة، بالإضافة إلى التخطيط المعماري الصحيح، مع مراعاة تأثيرات الألوان على الطلبة “بنين وبنات”، وعلى المرحلة الدراسية “روضة، تمهيدي، ابتدائي، متوسط، ثانوية”، وعلى المكان “الفصول، الساحة، المكتبة”.

ما الأهمية التي يشكلها “اللون” في عملية التصميم ككل؟

تأثيرات الألوان في التصميم الداخلي لها دور كبير جدًا، فهناك تأثير عضوي فسيولوجي “physiology” أي تأثير اللون على عضو مباشر من أعضاء الإنسان، كتأثير درجات اللون الأزرق على تهدئة الجهاز العصبي، وتأثير استخدام اللون الأحمر في زيادة ضغط الدم لأنه يسبب إسراعًا لنبضات القلب.

وهناك تأثير نفسي سيكولوجي “psychology”، وهو عبارة عن انطباعات حسية، كإعطاء الاحساس بسعة المكان عند استخدام درجات لونية فاتحة للأزرق النقي، والراحة والاسترخاء لدرجات اللون الأخضر، ودرجات الألوان البرتقالي والذي يعتبر من الألوان الفاتحة للشهية ويزيد المرح والنشاط والحيوية.

المصمم المحترف يستطيع توظيف تلك المؤثرات؛ لتخدم المكان بشكل صحيح حسب نوع التصميم “مودرن معاصر، كلاسيك”، وحسب طبيعة المكان، بالإضافة إلى اتجاه موقع الغرف لو كانت غربية بمعنى دخول أشعة الشمس لساعات طويلة له تأثير سلبي؛ لذا يتم معالجته باختيار ألوان باردة من درجات الأزرق والأخضر والعكس صحيح.

من أين تستمدين الأفكار في تصاميمك الداخلية؟

أحرص دائمًا على زيارة المعارض العالمية للأثاث والديكور؛ للاطلاع على اَخر التصاميم والتقنيات الجديدة في عالم التصميم الداخلي، مثل: “Batimat Exhibition في باريس، وIndex في دبي، وGuangzhou في الصين وإيطاليا”، إلى جانب الشغف في التأمل في جمال خلق الله في الطبيعة للتغذية البصرية، فالتأمل في خلق الله تجاه انسيابية وخفة الطيور وتناسق الألوان في الأسماك والزهور وغيرها من مخلوقات الله التي لا تعد ولا تحصى، يعمل على تصفية الذهن وإعطاء طاقة إيجابية لمزيد من الإبداع.

كيف تنظرين لديكور وتصميم “البيت السعودي”، سابقًا وحاليًا؟

اختلف تصميم البيت السعودي عن السابق، ففي اعتقادي أصبح اليوم هناك إدراك لمتطلبات المنزل الفعلية، وأكثر حرصًا على استغلال مساحات المنزل وكذلك اختيار الاجهزة الكهربائية والإنارة الأقل استهلاكًا للطاقة، كاستخدام إنارة LED، أو الإنارة المعتمدة على الطاقة الشمسية، واستخدام المواد المستدامة والخضراء صديقة للبيئة.

ومع تزايد الوعي بأهمية اللجوء إلى متخصصين في التصميم الداخلي واستشارتهم، أصبحت التعديلات على المخططات أفضل بكثير من تصحيح الأخطاء بعد تنفيذها أو حتى بعد تشغيل المكان؛ وذلك لتوفير الوقت والتكلفة والجهد.

ما هو أهم تكريم حصلتي عليه، وما هي أشهر أعمالك والأقرب إلى نفسك؟

كان تكريمي من قبل الدكتور عبد الله الربيعة؛ وزير الصحة، كأول مصممة داخلية سعودية لتصميم المستشفيات، واعتبرت هذا التكريم شرف عظيم يحملني مسؤولية كبيرة لتقديم المزيد من العطاء والانطلاق دائمًا فى المقدمة لخدمة بلادنا الغالية.

هل تعتقدين بأن النساء هن الأكثر إبداعًا في التصميم الداخلي من الرجال؟

الموهبة هي عطاء من الله عز وجل للمرأة والرجل، ولكن في اعتقادي أن المرأة أكثر إبداع في مجال الديكورات الداخلية، فهي منذ نعومة أظافرها تعشق تنسيق واختيار مقتنياتها الشخصية، ثم تأثيث منزلها باختيار الأثاث والإكسسوار ووحدة الشكل والألوان وحدود الميزانية، فكيف إذا أصبح هذا تخصصها ومجال عملها.

ما هي أبرز خدمات التصميم التي يقدمها مكتب “عالم مشاعل”، وما هي مشاريعكم المستقبلية؟

يقدم مكتب “عالم مشاعل” جميع أعمال التصميم الداخلي بشكل محترف في المشاريع الحكومية، مثل “الصحة، التعليم، التجارية، والسكنية”، حيث لنا خبرة في تصميم “المستشفيات، المدارس، المساجد، النوادي الرياضية، المكاتب والفلل والمجمعات السكنية”.

وتحقيقًا لرؤية المملكة 2030، أنشأنا “Meshael World Vision”، وهو تصميم مساحة عمل معاصرة لها إطلالة على معظم أنحاء الرياض متوفر فيها كل الخدمات التي يحتاجها الطلبة والطالبات، مثل: “مكان للدراسة، والاجتماعات، ومكتبة، والبحث والطباعة، وقاعة للمحاضرات”، وكذلك إمكانية تدريب خريجات طالبات التصميم الداخلي، وتوفير فرص العمل من خلالنا أو ممارسة عملها الشخصي باستخدام الخدمات المتوفرة.

ونتطلع نحن أبناء هذا الوطن أن تتاح لنا فرص أكثر، كمصممات ومهندسات؛ لخدمة بلدنا، وذلك بالمشاركة في المشاريع العملاقة في عصرنا هذا، عصر تمكين المرأة السعودية ضمن رؤيتها لعام 2030.

 

 

قد يهمك ايضًا:

 

نصائح مهمة تساعدك في ترتيب غرفة نوم الطفل في 10 دقائق فقط

 

ديكورات يدوية ملفتة وبسيطة تليق بغرفة نومك مهما كان طرازها