عالم مستحضرات التجميل

كشفت عروض الأزياء التي شهدتها باريس في مطلع هذا الشهر، منافسة شديدة في مجال مستحضرات التجميل، فقد اضفى فنان الماكياج بيتر فيليبس في "شانيل" طابعاً من التورد وحمرة الخدين على وجوه عارضات الأزياء، بالإضافة الى زيادة كثافة الحاجب. وفي "كريستيان ديور" أضفى بات ماكغراث على شفاه العارضات لمسة استياء، بالإضافة إلى كحولة العيون بلمسة تأملية. أما ليندا كانتيللو فقد ركزت في "أرماني" على بشرة خالية من العيوب. كما قام المصمم ألبرت إلباز في "لانفين" بحفل جماهيري هذا الأسبوع في قاعة تريانون" لتقديم مجموعة محدودة من مستحضرات التجميل بالاشترالك مع "لانكوم"". وتقول كارين غرانت خبير التجميل العالمية، "أن الجميع يسعى إلى الحصول على حصة كبيرة السوق، وأن هناك المزيد من مشاهير ماركات التجميل التي سوف ترمي بثقلها في السوق، مثل "إستي لاودرز" و"إليزابيث أردينز"، ولكنها تؤكد على أن "مصممي الأزياء هم الدافع الذي كان وراء بعض الابداعات والابتكارات في عالم التجميل والماكياج، وأن هذا التطور أيضا كان على مستوى الجوهر من حيث مكونات وتراكيب المستحضر".. وأضافت : "أن "إيف سان لوران" قد أحدثت تحولاً في السوق، أما "ديور" فهي المسؤولة عن لمسات الإثارة الحالية، بينما لعبت "شانيل" دورها في انتشار صرعة الأظافر اللامعة". ويشارك في هذه الإبداع التجميلي كل من توم فورد بيوتي ودولسي آند غابانا وجيفنشي ومايكل كورس. ويتطلع الكثيرون في فضول إلى خط الإنتاج الجديد حيث ينوي مارك جاكوب طرحه في محلات "سيفورا" في 9 أغسطس/ آب المقبل، والذي سوف يطرح مجموعة مكونة من 120 قطعة تتراوح أسعارها ما بين 18 إلى 78 دولار. وقد أثبت حاكوب جدارة في مجال التجميل من خلال عطور "لولا" و"دوت" و"دايزي" التي كان من أكثر خطوط إنتاج العطور نجاحا كما يقول مايل ماكجيفر نائب رئيس "سيفورا أورجينال".. ويكشف جاكوب "أن شريكه روبرت دوفي، كان له الفضل في توسعه نحو عالم التجميل. وقال أيضا "أنه اعتاد على التعاون مع فرانسوا نارس في كافة عروض الأزياء، وأنه يأمل في استمرار هذا التعاون".. ويضم خط انتاج التجميل الجديد أيضا عدداً قليلاً من المستحضرات التي تصلح للجنسين معا، بما فيها مستحضر إخفاء ما تحت العيون والكريمات التي تمنح البشرة لون البرونز. لكن جاكوب يقول بأن هذا المستحضرات تستهدف المرأة التي لا ترغب في ماكياج العجائز. مشيرا بذلك إلى أن سيفورا خبيرة المنتجات الشبابية والجنونية الجامحة. وعلى الرغم من أن جاكوب على ما يبدو جادا في اهتمامه بهذا المشروع الجديد، إلا أنه لا بد وأن يكون مميزا حتى يضمن المنافسة والاستمرار، وذلك كما تقول الخبيرة غرانت التي تعمل في مجموعة "إن بي دي"، كما تقول أيضا "أنه لا يستطيع أن ينتج كل الأشياء لكل الناس".. والواقع أن خطوط انتاج مستحضرات التجميل التي أعدها مصممو أزياء ناجحون أمثال ديان فون فروستينبرغ وأوسكار دي لا رنتا، قد أثبت فشلها في السوق. لكن ذلك لا يمنع العديد من خوض التجربة. وتشير بعض التقارير إلى اعتزام "غوشي" دخول عالم مستحضرات التجميل، كما شهد الشهر الماضي تعاونا في مشروع مستحضرات تجميل بين "ماثيو ويليامسون" و"بينيفيت" ، وكذلك تعاونا بين "سالي هانسن" و"تريسي ريس" و"غرابال غرونغ" مع "دودارت". ويقول ويليامسون "أن المصمم يحتاج إلى مراس وخبرة واتصالات قبل الخروج بمشروع في مجال التجميل". ويقول أيضا "أنه وهو يرى الخط إنتاج مستحضرات التجميل لا ينسى أنه صاحب دار أزياء مستقلة، في ضوء ضعف الموارد المالية والهياكل الإدارية اللازمة".. وهناك من يقول" بأن الرفاهية الحقيقية اليوم تتمثل في الحداثة وكل ما هو جديد".