تشير آخر الخرائط الجوية إلى توقعات بوصول عدة منخفضات جوية تبدأ بمنخفض عميق ومن أصل قطبي إلى منطقتنا ابتداء من الأربعاء القادم، وهو الأول بهذا العمق خلال شهر كانون أول/ ديسمبر منذ العام 1970. ويقول الراصد الجوي عاصم عصيدة لـ"صفا" إننا أمام فرصة نادرة لو تحققت هذه التوقعات، فستتجاوز الكثير من المناطق نصف معدلها السنوي من المطر بمشيئته تعالى. وفي التفاصيل، يشير عصيدة إلى أنَّ "التركيبة الجوية المتوقعة خلال نهاية الأسبوع القادم في صالح منطقتنا بوجه عام حيث يسيطر على غرب ووسط أوروبا مرتفع جوي عميق يحجب وصول أي منخفض إليها ما يدفع بالكتل القطبية شرقاً نحو منطقة شرق المتوسط وذلك ابتداء من الأربعاء القادم وحتى السبت على الأقل". وعزا عصيدة هذه التغير المفاجئ في الحالة الجوية لانقلاب الثقل الجوي من غرب ووسط أوربا إلى شرق المتوسط، وبدت ملامح هذا الانقلاب منذ أواخر تشرين الثاني الماضي، وهذا الأمر تمثل في توقع باندفاع كبير لغاز الأوزون مع الكتلة القطبية، ما يؤدي إلى تأثرنا بمنخفض عميق جدا ومطول. وتوقع عصيدة أنه في حال بقيت الصورة الجوية على ما هي عليه اليوم فنحن أمام منخفض من العيار الثقيل والنادر في هكذا وقت من العام، حيث يتوقع بدء تأثير المنخفض على منطقتنا ابتداء من الأربعاء القادم مصحوبا بكتلة هوائية باردة جداً ومشبعة بالرطوبة. كما توقع أن يتواصل تعمق المنخفض شيئا فشيئا حتى الخميس، حيث تدخل الكتلة الأبرد إلى المنطقة، الأمر الذي سيؤدي إلى بدء تساقط الثلوج على القمم الجبلية المرتفعة كجبال الخليل وبيت لحم ورام الله وسلفيت والقدس ونابلس. ويضيف عصيدة أنه من السابق لأوانه الدخول في أدق التفاصيل، إلا أن الصورة العامة مبشرة جدا حال لم تحدث مفاجئات في اللحظة الأخيرة. ودعا المجالس المحلية والبلدية وفرق الدفاع المدني إلى البدء بالاستعداد لهذا المنخفض حتى لا يفاجئنا كما حصل مع المنخفض العميق الذي ضرب فلسطين بداية العام الحالي الأمر الذي تسبب بخسائر في الأرواح والممتلكات. ونوه عصيدة إلا أن الأمور لا تزال قابلة للتغير وأن توقعاته الحالية مبنية على آخر المعطيات الجوية المتوفرة