كشفت دراسة حديثة للهيئة الاتحادية لحماية الطبيعة عن وجود أكثر من 800 نوع جديد من الحيوانات والنباتات الغريبة، التي باتت تعيش أو تنمو في ألمانيا. وحذرت الدراسة من المخاطر البيئية والاقتصادية والصحية المترتبة على ذلك. لم تعد فصول السنة، حتى في ألمانيا، كما كانت عليه في الماضي. فالأمطار الغزيرة التي كانت تشهدها شهور الصيف، باتت تهطل بشكل أقل في الصيف وتزداد في فصل الشتاء، وخاصة في جنوب ألمانيا، كما قال باول بيكر، نائب رئيس هيئة الأرصاد الألمانية في مؤتمر عقد مؤخرًا عن تغيرات المناخ. ويعتبر التغير في درجات الحرارة وكمية الأمطار أحد الأسباب في استيطان أنواع جديدة من الحيوانات والنباتات في ألمانيا، كما تقول البروفيسورة بيئاته ييسل، رئيسة الهيئة الاتحادية لحماية الطبيعة: "هذه الأنواع وصلت إلى ألمانيا إما بسبب العولمة، حين جاء بها المسافرون من دول أخرى عن عمد، وإما بسبب التغيرات المناخية. وبعضها كان يعيش في ألمانيا في الماضي والآن ساهم التغير المناخي في عودته". وفي حين قد لا يعني دخول هذه الأنواع الجديدة إلى ألمانيا شيئا بالنسبة لكثير من المواطنين ويصفون بعضها بالجميل أو ينفرون من بعضها الآخر، فإن علماء البيئة والأحياء يدقون ناقوس الخطر ويعتبرون أن بعضها يمثل تهديدا للحيوانات والنباتات المحلية. وتقول بيئاته ييسل: "لا تلعب هذه الأوصاف والتعبيرات اللطيفة دورا أساسيا في حماية الطبيعة، لأن السؤال المطروح في هذه الحالة هو: ما هو أثر الأنواع الجديدة على النظام البيئي وعلى الحيوانات والنباتات المحلية؟". ومن الأمثلة على مخاطر دخول أنواع جديدة إلى نظام بيئي معين، أنّ الجرذان كادت تقضي على بعض أنواع الطيور في جزيرة جورجيا الجنوبية الواقعة في أقصى جنوب المحيط الأطلسي. ولحماية هذه الطيور من الانقراض، باشر العلماء على الجزيرة قبل أيام في أكبر عملية للقضاء على الجرذان يشهدها العالم.