شرع سكان جنوب الفلبين يوم الجمعة في دفن قتلى الاعصار بوفا على الرغم من استمرار جهود الانقاذ في مناطق نائية بحثا عن ناجين في اعقاب الاعصار الذي أودى بحياة 418 شخصا فيما لا يزال كثيرون في عداد المفقودين في اسوأ عاصفة تشهدها البلاد هذا العام.  ويفكر المسؤولون في إقليم كومبوستيلا وهو من أشد المناطق المنكوبة في جزيرة مينداناو الغنية بالموارد الطبيعية في اقامة مدافن جماعية للجثث التي لم يتعرف عليها ذووها جراء الاعصار الذي اجتاح البلاد قبل يومين. وادى الاعصار الى انهيارات أرضية وفيضانات واتلاف محاصيل واهلاك الثروة الحيوانية واغراق مناطق زراعية وبلدات تعمل بالتعدين فيما دفن كثيرون تحت الاوحال. وقال الميجر جنرال ارييل برناردو قائد احدى فرق الجيش في جنوب الفلبين "لدواع صحية نفكر في دفن الجثث التي لم يتم التعرف عليها. باتت رائحة الموت تزكم الانوف." وقال إن جهود الانقاذ توقفت بسبب نفص المعدات واضاف "بعض القتلى مدفونون في اوحال عميقة وليس لدينا سوى ايدينا والجاروف." وقال أرتورو أوي حاكم إقليم كومبوستيلا انه يفكر في حفر مقابر جماعية اذا لم يتم التعرف على الجثث خلال يومين او ثلاثة. وتشير تقديراته الى مقتل 212 في الاقليم فيما لايزال نحو 400 في عداد المفقودين. وقال"ربما يكون نصف المفقودين قد لاقوا حتفهم الآن." وقالت الوكالة القومية لمكافحة الكوارث في احدث تقاريرها إن اجمالي القتلى وصل الى 418 و383 مفقودا ومئات المصابين. الا ان من المتوقع ارتفاع عدد الضحايا مع ورود مزيد من التقارير من المسؤولين المحليين بشأن زيادة اعداد المفقودين. وقال الجيش انه انتشل 439 جثة في اقليمي كومبوستيلا ودافاو أورينتال. وقام الرئيس الفلبيني بنينو اكينو بتوزيع الاعانات المالية والاغذية على أسر المشردين. وتوقفت عمليات البحث والانقاذ مؤقتا عقب هطول امطار غزيرة مما جعل من الصعب على العمال مواصلة جهودهم في المناطق النائية. وتبددت رياح الاعصار جزئيا وهو يتجه الآن صوب مناطق الشمال والشمال الغربي نحو بحر الصين الجنوبي برياح قوتها 110 كيلومترات في الساعة. ويجتاح الفلبين نحو 20 إعصارا كل عام وقبل عام قتل الاعصار واشي 1500 شخص في مينداناو. وعرضت حكومات أجنبية بينها الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي تقديم المساعدة للأسر المشردة. ويقيم ما يقرب من 200 ألف شخص في مخيمات الإيواء ومعظمهم فقدوا منازلهم.