ذكرت دراسة ألمانية أن التماسيح التي نعرفها اليوم تتفرع من فصيلة واحدة ناجية من انقراض كبير عرفته الأرض منذ نحو 230 مليون سنة. وذكرت الدراسة التي نشرت في دورية (بايلوجوي ليترز)، أنه رغم انقراض الأركوصورات منذ نحو 201 مليون عاماً، تمكنت الفصيلة الوحيدة الناجية من الانقراض من السيطرة على البحر واليابسة، وقد تضمنت هذه الفصيلة أجداد التماسيح التي نعرفها في العصر الحالي. يشار إلى أن الأركوصورات تشمل مجموعة الديناصورات والبتروصورات (الديناصورات الطائرة) التي عاشت في ما قبل التاريخ. وقالت الباحثة أولغا تولجاجيك، الباحثة في علم الحياء التطوري في جامعة "لودويغ ماكسيميليان" بميونيخ، إنه "رغم انقراض كافة الفصائل، ما خلا واحدة، تميّزت الفصيلة التي نجت بتنوع في الشكل". وأوضحت تولجاجيك وزميلها، ريتشارد باتلر، أنه خلال العصر الثلاثي، عاشت فصيلتان من الأركوصورات في البيئة عينها، والتي تضمّنت الديناصورات، ومجموعة كبيرة من المخلوقات الشبيهة بالتماسيح التي كان لديها رقبة قصيرة، وأنوفاً طويلة، وجماجم كبيرة. غير أنهما أشارا إلى أنه منذ نحو 201 مليون عام، تسبب انفجار بركاني أو نيزك بمقتل نصف الفضائل على الكرة الأرضية، ولم تبقَ إلا فصيلة واحدة من أشباه التماسبح، وهي "كروكوديلومورفا". ولفت الباحثان إلى أن هذه الفصيلة هي التي تفرّعت منها التماسيح التي نعرفها في العصر الحالي. وبهدف معرفة ماذا جرى لأشباه التماسيح خلال الانقراض الكبير، قامت تولجاجيك وباتلر، بتحليل خصائص جمجة أشباه التماسيح، التي قد تعطي تفاصيل عن تنوع الفصائل. وبعد قيامها بتحليل منهجي، لاحظ الباحثان أن الفصيلة الناجية لم تنجُ من الانقراض فحسب، بل أظهرت تنوعاً كبيراً في سلالتها بعد ملايين السنين التي تلت الانقراض الكبير. وأشار الباحثان إلى أن أشباه التماسيح هذه عاشت في بيئات مختلفة، مثل المستنقعات، والأنهار، والمحيطات، في العصر الثلاثي الذي كان يمتد من 230 إلى 180 مليون سنة ماضية. يذكر أن العصر الثلاثي امتد منذ 230 إلى 180 مليون سنة ماضية، في حين أن العصر الجوراسي امتد من منذ 180 إلى 135 مليون سنة ماضية.