كشفت دراسة كندية حديثة أن اضطرابات الموئل كانت وراء اختفاء بعض الحيوانات، وفي مقدمتها السلاحف، قبل ملايين السنين في منطقة "درامهيلر" بمقاطعة ألبرتا الكندية، وهو الاختفاء الذي ظل يشكل لغزا بالنسبة للعلماء على امتداد سنوات طويلة. فقد كانت البراري الجافة الجرداء التي تحيط بمنطقة "درامهيلر"، في مرحلة من المراحل، عبارة عن غابات خصبة وشبه استوائية تقع على شاطئ بحر داخلي كبير، وتضم العديد من الأراضي الرطبة المسكونة من قبل الديناصورات والسلاحف والتماسيح والثدييات الصغيرة. ولكن ذلك تغير منذ حوالي 71 مليون سنة. وقالت مجلة "ساينس ديلي"، في تقرير نشرته أخيرا، إن الدراسة، التي أجريت بقيادة الباحثة آني كويني من جامعة كالجاري، أظهرت أن تغيرا مناخيا جذريا حدث خلال خمسة ملايين سنة في منطقة "درامهيلير". وفي غضون ذلك، جفت المستنقعات، واعترضت المناخ الدافئ الرطب موجة مفاجئة من البرد والجفاف. وتعد دراسة تغير المناخ القديم ذات أهمية لأنها تساعد الباحثين على فهم تأثير التسخين والتبريد المفاجئين على النباتات والحيوانات. وأشير سابقا إلى أن تغير المناخ الدراماتيكي تسبب، قبل 71 مليون سنة، في اختفاء السلاحف، التي اعتبرت حيوانات "الحساسة للمناخ". غير أن نتائج الدراسة الجديدة تبين أن اختفاء السلاحف جاء قبل تبريد المناخ، وأنه يرتبط، بدلا من ذلك، بالاضطرابات الموئلية، التي تمثلت في اختفاء الأراضي الرطبة. تقول كويني: "المفاجأة الكبرى هي أن بعض الحيوانات، ومنها السلاحف على سبيل المثال، بدت أكثر حساسية للاضطرابات الموئلية منها للتغيرات المناخية. وبالتالي، فإن السلاحف، حتى لو كانت الظروف المناخية مثالية، قد تختفي أو لا تتعافى إلا إذا كانت موائلها على ما يرام.". ودرس فريق كويني التربة القديمة المحفوظة في صخور وادي نهر "ريد دير" القريب من "درامهيلر"، والمترسبة قبل ما يتراوح بين 72 و67 مليون سنة، والمعلومات المسجلة حول المناخات والبيئات السابقة. تقول الباحثة آني كويني من جامعة كالجاري: "من خلال دراسة بنية التربة القديمة وتركيبها الكيميائي، تمكنا من تقدير درجات الحرارة ومعدلات هطول الأمطار التي كانت سائدة أثناء تشكل تلك التربة قبل ملايين السنين.".