نشاهد في معظم الأفلام الوثائقية للحياة البرية، أن الأسد يعتمد على استراتيجيات تعاون اللبوة في اصطياد الفرائس، مطبقا مبدأ "ملك الغاب" حتّى مع شريكة حياته. إلا أن دراسة حديثة قادها باحثان من مؤسسة "كارنيغي"، بالتعاون مع باحث من جامعة بريتوريا بجنوب افريقيا، أظهرت براعة الأسود من خلال تطويع حشائش السافانا الكثيفة، كمصائد للفرائس في افريقيا. وقالت مجلة "ساينس ديلي"، في تقرير أخير، إن ذكور الأسود كسولة فيما يتعلق بالتعاون، لذلك يتم التساؤل دائما عن آليتها في التنظيم لإجراء عملية صيد ناجحة، ولقد وُضع احتمال استخدامها النباتات ككمين صيد في عين الاعتبار. إلا أن صعوبة الدراسة انطوت على الخطورة ومدى توفر الخدمات اللوجستية لملاحظة الأسود في عقر دارها بمناطق السافانا الافريقية. وصممّ علماء "كارنيغي" خريطة ثلاثية الأبعاد لحشائش السافانا، عبر موجات ليزر على الأراضي الافريقية، من خلال ماسح ضوئي محمول على جناح طائرة مرصد "كارنيغي" الجوي، ومن ثم مقارنة البيانات المستقاة بأخرى جغرافية متعلقة بأنشطة الصيد لمجموعة مكونة من 7 أسود، وذلك لمقارنة أماكن استراحتها. ليتضح بأن مناطق الظلال تتسبب بميل الأسود (الذكور والإناث) للتمدد في مناطق ذات كثافة نباتية عالية خلال النهار، لكن الفرق الحقيقي بينهما يتجلى خلال الليل. يؤكد الفريق على ضرورة تأكيد نتائج الدراسة، بدراسات أخرى على امتداد مناطق السافانا الإفريقية. غير أنه قد يكون لتلك النتائج آثار مهمة في إدارة الحدائق، التي يجري من خلالها التلاعب بالنباتات غالبا. ويميل عدد هائل من الثدييات، بشكل متزايد، للتواجد في المناطق المحمية والمخفية.