يشهد الرئيس السوداني عمر البشير مساء الأحد في قاعة الصداقة في الخرطوم الليلة الختامية لاحتفالات التلفزيون القومي بيوبيله الذهبي،  أعلن ذلك وزير الثقافة والإعلام السوداني الدكتور أحمد بلال عثمان في حديثه الجمعة لبرنامج بثته الإذاعة الرسمية. وأشار إلى أن هذا الاحتفال يأتي والإعلام السوداني يستشرف أفاق المستقبل الذي يتطلب مواكبة التقنية الحديثة التي تنظم وسائل الاتصال في العالم، وكشف عن توقيع اتفاق تعاون مع جمهورية الصين الشعبية بمبلغ 376 مليون دولار ستمكن التلفزيون من تنفيذ خطته الرامية لقيام تلفزيون المستقبل بإنشاء برج التلفزيون وأرشفة المكتبة الوثائقية إضافة إلى الانتقال من البث التماثلي الأرضي إلى البث الرقمي، من جانبه أوضح مدير التفلزيون السوداني محمد حاتم سليمان في حديثه للبرنامج أن هذا المشروع سيمكن التلفزيون من تغطية جميع مناطق السودان بجانب إطلاق عشر قنوات متخصصة وموجهة، لكن التلفزيون السوداني الذي يصنفه البعض بأنه من أقدم القنوات الإفريقية والعربية، وأول تلفزيون أظهر تقنية الألوان في العالم العربي وأفريقيا والشرق الأوسط تراجع كثيرًا. ويقول وزير الإعلام السوداني السابق المهندس عبد الله علي مسار صاحب خطة إصلاح أجهزة الإعلام إن مشاكل الإعلام السوداني كثيرة، ومن بينها هيمنة الحكومة، وكشف مسار لـ"العرب اليوم" أن التلفزيون لم ينجح كثيرًا في التوسع لاستيعاب ثقافة السودان المتعددة، بالإضافة إلى ترهل العمالة وشح الإمكانات التي أثرت على ضعف وقلة إنتاجه، مضيفًا أنه يحتاج لإدارة متمكنة ومتخصصة والابتعاد عن هيمنة الحكومة بشكل كامل ومضاعفة احتياجاته المالية وتطوير عائدات الإعلان فيه لتساهم في زيادة موارده، مضيفًا أن قوانين الإعلام لاتساعد على التطور لأنها قوانين مقيدة، كما أن وزارة الإعلام نفسها لم تستقر على نمط واحدة، فتارة تصبح وزارة منفصلة، وأحيانًا تصبح وزارة للإعلام والثقافة كما هو الحال الآن، ومرات  تصبح وزارة للإعلام والاتصالات، ورغم أنها من الوزارة العريقة في السودان لأنها ظلت تعاني من مشكلات انعسكت بدورها على المؤسات التابعة، واختتم مسار تصريحاته بالاشارة إلى أن الإعلام السوداني لابد أن يكون منفتحًا على الآخر ويستطيع المنافسة وأن ينتج مادة عالمية لأن المادة المحلية وحدها لاتجذب المشاهدين، مشيرًا إلى أن قنوات مثل "الشروق" و"النيل الأزرق" بل حتى قناة الخرطوم و"أم درمان" الخاصة سحبت البساط من التلفزيون القومي.