مبتعث عُماني إلى جامعة هارفارد

نتحدث اليوم عن الدكتور غصن بن سالم بن حميد السديري، من قرية فلج السديريين ( جبال الحجر) ولاية ينقل بمحافظة الظاهرة، الذي قضى عشر سنوات من عمره في طلب العلم وتطبيقه ليصل إلى ما يصبو إليه.

ذهب إلى الخارج ليكمل مشواره العلمي وهو شاب يافع مليء بالطموح، ومُصِرٌّ على النجاح، وما زال مستمرًا للحصول على أرقى المراتب واكتساب الخبرة بطريقه العلمي.

كان شغفه بدراسة الدماغ والعمود الفقري هو الدافع الأول لاختيار هذا المجال، فرغم الردود السلبية التي سمعها التي كان فحواها “هذا التخصص صعب ويحتاج ساعات وساعات من الجهد والدراسة وغرف العمليات الطويلة” ، إلا أنه أصر على قبول التحدي، فالتحق بجامعة السلطان قابوس عام 2003، وتخرج منها بدرجة امتياز عام 2010، وقبل انتسابه لقسم الجراحة كأول عماني منتسب لقسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفى جامعة السلطان قابوس، قضى سنة الامتياز (وهي السنة الإلزامية بعد كلية الطب لممارسة مهنة الطب تحت الإشراف المباشر) بين مستشفى جامعة السلطان قابوس للطب الباطني، ومستشفى البريمي للجراحة والمستشفى السلطاني لطب الأطفال كل أربعة شهور في قسم.

وفي عام 2013 حصل الدكتور على بعثة دراسية ولمدة 6 سنوات في جامعة مجيل الكندية ليدرس جراحة المخ والأعصاب، وفي 2018 حصل على ماجستير في الطب الجراحي والمحاكاة الجراحية في جراحة العمود الفقري.

يقول الدكتور غصن خلال حديثه لـ”أثير”: كانت السنوات الثلاث الأولى من التخصص من أصعب سنوات العمر، منهج جديد ، طاقم جديد، تخصص يختلف تمامًا عن الذي درسناه في كلية الطب، ساعات الدوام الطويلة جدًا والمناوبات الليلية المستمرة، نعم كل شيء كان مختلفا.

وفي عام 2019 أنهى مشواره في كندا بحصوله على البورد الكندي في جراحة المخ والأعصاب، وانتقل الى مدينة بوسطن الأمريكية بعد قبوله للزمالة في جامعة هارفارد ( جراحه العمود الفقري والنخاع الشوكي) ويُعد أول مبتعث عماني ينتسب لهذه الجامعة، وأول جراح عماني مُتخرج منها.
الدكتور غصن مع رئيس البرنامج التدريبي ونائبته-جامعة هارفارد

الحياة خارج بلدك دروس وعبر، هكذا رأى الدكتور الغربة فوصفها بالمدرسة؛ لأنها تعلمك أمور الحياة اليومية في بلد غريب والتأقلم مع ثقافة جديدة وعادات جديدة، ووصفها بالاختبار، كونك مسؤولا تجاه نفسك من الالتزام بعادات وتقاليد بلدك وتعاليم الدين الإسلامي، ومسؤولا تجاه شريك حياتك، حيث الانتقال إلى دولة غربية تكون أنت فيها الزوج والأخ والصديق وكل شيء، ومسؤولا تجاه وطنك حتى تكون خير سفير من بلدك إلى هذه البلدان. كما وصف الغربة بالجهاد، للمحافظة على الوقت والالتزام بالجدول الدراسي للوصول إلى الهدف الذي من أجله سافرت وتغربت.

لم ينتهِ مشواره لطلب العلم، حيث حصل أيضًا على قبول من مستشفى كليڤلند كلينك في ولاية اوهايو الأمريكية؛ لدراسة جراحة أورام الدماغ والعمود الفقري.

ولا يزال الدكتور غصن يكتسب الخبرة ويحدو به الأمل للعودة إلى الوطن والمباشرة بالعمل ليخدم أبناء وطنه بعد فترة التدريب والدراسة، حيث قال: إن خدمة الوطن شرف على جبين كل مواطن وهذا هو هدفي بعد انتهائي من فتره التدريب وفترة الخبرة، وكذلك لدي أفكار عدة لإيجاد برنامج تدريبي لجراحة المخ أو الأعصاب في السلطنة ، كما أنصح طلبة الطب بتحديد التخصص مع نهاية سنوات الدراسة بالكلية، الأمر الذي يسهل عليهم الانضمام إلى البرامج التخصصية، وكذلك التقديم لاختبارات القبول الكندية أو الأمريكية خلال السنوات الأولى من التخرج.

“ضعوا اسم عمان نصب أعينكم! ارفعوه بكل ما أوتيتم من قوة وعزم”، بهذه الكلمات ختم الدكتور غصن حديثه مع “أثير”، ناصحًا المبتعثين في الخارج بالحرص على الالتزام التام بالقوانين والإرشادات الخاصة بالبرنامج التدريبي أو البرامج الأكاديمية من ناحية الحضور وعدم التكاسل في أداء المهمة والالتزام بمواعيد المحاضرات والاستفادة منها بالقدر المستطاع.

قد يهمك أيضا:

صحيفة بريطانية تشيد بدعم وتشجيع الحكومة للعمانيات على دراسة الهندسة
طلبة من جامعة السلطان قابوس يعملون في "تمكين"