تناول الطعام مع الأسرة

ذكرت دراسة كندية أن الأطفال الذين يتناولون وجباتهم بشكل روتيني مع أسرهم هم أكثر صحة من زملائهم الذين يتناولون وجباتهم بشكل منفرد.

وتتبع الباحثون الكنديون المئات من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أشهر و10 سنوات. واكتشفوا أن الأطفال في عمر 10 سنوات كانوا أكثر نشاطا وكانوا يتمتعون بصحة نفسية أفضل وشربوا كميات أقل من الصودا غير الصحية، إذا كانوا يتناولون العشاء دائما مع والديهم وأشقائهم.

وقال الباحثون إن هذه النتيجة دليل قوي على دعم نظرية أن وجبات الأسرة مفيدة في كل شيء، لأنها قادرة على اختيار نمط الحياة الأسرية بما في ذلك البيئة والصحة والترابط الأسري.

وأوضح بيسكيدوكاشيون ليندا باغاني، من جامعة مونتريال الكندية، أن وجود الآباء خلال أوقات الوجبات على الأرجح يوفر للأطفال الصغار التفاعل الاجتماعي المباشر ومناقشة القضايا الاجتماعية والمخاوف اليومية، والتعلم المباشر للتفاعلات الاجتماعية في بيئة مألوفة وآمنة عاطفيا.

وأشار الباحثون إلى أن أشكال التواصل الإيجابية تؤدي إلى مساعدة الطفل على الانخراط في مهارات تواصل أفضل مع الأشخاص خارج الإطار الأسري.

وقال باغاني “تشير الكثير من البحوث إلى وجود روابط إيجابية بين تناول الوجبات العائلية معا وصحة الأطفال والمراهقين، إلا أن هذه البحوث لم توضح ما إذا كانت الأسر التي تناولت معا كانت ببساطة أكثر صحة”.

ونبّه الباحثون إلى أنه في الوقت الذي تتناول فيه أسر أقل في البلدان الغربية وجبات الطعام معا، سيكون من المناسب بشكل خاص الآن أن يشجع المختصون النفسيون والاجتماعيون على هذه الممارسة في المنزل، بل إنها تشكل أولوية في الواقع.

ونصحوا بوصف الوجبات العائلية بأنها مفيدة في الحملات الإعلامية العامة التي تهدف إلى تحسين نمو الطفل.

وكشفت دراسة أميركية سابقة أن تناول الأسرة لوجبات الطعام مجتمعة له العديد من الفوائد الصحية التي تعود بالفائدة على الجسم، وتساعد على تخفيض النفقات العالية التي تدفع مقابل تناول الطعام خارج المنزل.

وكشفت أن عزوف العديد من الأسر عن تناول الوجبات مجتمعة أدى إلى ظهور العديد من المشكلات السلوكية والنفسية لدى الأطفال وحتى الأبوين.

وبيّنت أن هناك جوانب سلوكية عديدة يستفيد منها الفرد من خلال الجلوس على مائدة الطعام الأسرية والتي من خلالها يتم صقل سلوكيات الأطفال، بالإضافة إلى الحد من الشعور بالوحدة والاكتئاب والشعور بجو العائلة المساند والداعم للفرد.

وأشارت إلى أن الأطفال هم أكبر المتضررين من عدم تنظيم الوجبات واجتماع الأسرة حول مائدة واحدة، وذلك من خلال لجوئهم إلى أنواع عديدة من الأغذية غير الصحية والتي تفتقر إلى الفيتامينات والبروتينات، بالإضافة إلى عناصر أخرى أساسية لنمو طبيعي وصحي، والتي تتوفر في الوجبات المعدة بالمنزل.