كامالا هاريس

بعد مرور الـ100 يوم الأولى لها في المنصب يبدو أن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس تعمل جاهدة لتنفيذ مهام منصبها الذي دخلت من خلاله التاريخ كأول امرأة ملونة من أصول آسيوية وأول امرأة تشغل المنصب، لكسب ثقة الرئيس جو بايدن حيث لا تزال شخصية يساء فهمها إلى حد كبير.

صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية قالت في تقرير مطول على موقعها الإلكتروني، إنه بدلاً من الشخصية الحذرة والطموحة للغاية التي عرفت عنها، فإن مقابلات مع أكثر من 10 من المساعدين الحاليين والسابقين وغيرهم في مدار هاريس رسموا صورة مختلفة لنائبة الرئيس التي لا تزال تركز بشدة على كسب ثقة بايدن بشكل كبير لدرجة أن البعض يرى أن دافعها للقيام بذلك بشكل جزئي هو الخوف من فقدان وظيفتها، في حين يرى آخرون أن استمرارها في هذا النهج قد يضر مستقبلها السياسي.وقال أحد المقربين من هاريس للصحيفة: «لا يتعلق الأمر فقط بثقة بايدن لتحقيق مكاسبها الشخصية، بل إنها تريد أن تشارك بنشاط في الحكومة وهذا يتحدد من خلال مقدار السلطة التي منحها لها بايدن، ومقدار السلطة التي يمنحها لها يعتمد على مدى ثقته بها».

وأشار الموقع إلى أن جهود هاريس المبذولة في سبيل كسب ثقة بايدن هي إلى حد كبير نتيجة ثانوية للدور الذي تتمتع به في الحكم الأمريكي، ويتم تحديد التأثير الذي يأتي مع المنصب إلى حد كبير من خلال الصلاحيات التي يمنحها الرئيس لها، ولكنه مرتبط أيضاً بكيفية استمرار هاريس في محاولة تحديد مكانها كزعيم في الحزب الديمقراطي بعد أن ظهرت على الساحة قبل 5 سنوات فقط كعضوة في مجلس الشيوخ، كما أنها كانت تطمح للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة لكنها انسحبت مبكراً.

ومن عدة نواحٍ ظهرت الديناميكية السائدة بين بايدن وهاريس قبل شهور من توليهما المنصب، وخلال المقابلات التي تمت معها في هذه الفترة، كان مستشارو وحلفاء بايدن المقربون قلقين من تفوق هاريس عليه أو وضع أولوياتها الخاصة قبله.

وأخبرت هاريس في ذلك الوقت المقربين منها أنها تعلم أنه عليها أن تكسب ثقة بايدن، وشرعت في محاولة القيام بذلك متجنبة الضغوط التي شارك فيها الآخرون المتنافسون على المنصب.

وقالت تينا فلورنوي، رئيسة فريق موظفي هاريس، إنه بسبب الوباء كان السفر قليلاً جداً خلال الفترة الأولى، وقضى كل من بايدن وهاريس ساعات معاً وهو لم يكن يحدث في الظروف العادية.

وأضافت: «العلاقة والثقة تنمو باستمرار بينهما وفي كل اجتماع يتطلع بايدن للحصول على التوجيه والمشورة من هاريس».

وعلى الرغم من أن البعض يتحدث عن مشاركتها وتركيزها، إلا أن آخرين قلقون بشأن مكانتها السياسية على المدى الطويل، ويصر بعض حلفائها على أنها بحاجة إلى بذل المزيد لتأسيس فريقها السياسي الخاص، كما أشار البعض إلى أن نائب الرئيس السابق مايك بنس كان يستشير نشطاء سياسيين متمرسين، وكان يحتفظ بلجنة سياسية لجمع التبرعات، في حين لا تمتلك هاريس لجنة مماثلة.

وأوضحت الصحيفة أن مكانة هاريس الوطنية في تزايد والقرب من بايدن يوفر لها مزايا سياسية أيضاً.

ففي حال ترشحت للرئاسة ستبقى مرشحة تاريخية بسبب عرقها ولونها وجنسها الذي يستمر في خلق حالة من الجنون الإعلامي الهائل ورفع التوقعات بشكل كبير بالنسبة لها لإنشاء مسار لمستقبل رئاسي.

لكن بعض المساعدين الذين تحدثوا إلى «بوليتيكو”، رفضوا ذلك الطرح، قائلين إن هاريس خلال الفترة الماضية لم تبدِ أي إشارة على مثل هذا الطموح وركزت على كونها مرآة لجو بايدن مثلما كان الوضع بين بايدن ورئيسه السابق باراك أوباما.

في المقابل أشار مساعدون آخرون إلى أن هناك العديد من الأمور التي لا يتم الإعلان عنها دائماً، حيث كان لهاريس يد في العديد من التطورات في البيت الأبيض، بما في ذلك المكالمة التي اجراها بايدن وهاريس مع عائلة جورج فلويد الأمريكي من أصل أفريقي الذي قتل على يد الشرطة في حادث عنصري هز الولايات المتحدة.

كما قبلت هاريس الخوض في مهمة مشحونة سياسياً حيث تتعامل مع دول أمريكا الوسطى في قضية الهجرة وأسبابها، وهو ما جعلها هدفاً لليمين.

قال ليون بانيتا، وزير الدفاع السابق ومدير وكالة المخابرات المركزية ورئيس موظفي البيت الأبيض السابق: «هذا جزء من اللعبة: دع شخصاً مثل نائب الرئيس يتعامل مع تحدٍّ حساس للغاية.. بطريقة ما يظهر ذلك كيف يثبت نفسه».

قد يهمك ايضًا:

كامالا هاريس تشدد على أولوية تطعيم المعلمين ضد كورونا

 

تعرف على المنزل الذي ستقيم فيه نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس