أصدرت المحكمة الإيطالية التي تتولى قضية فضائح رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني، مذكرة اعتقال دولية للفتاة المغربية الأصل كريمة المحروقي (19 عامًا)، والتي تمثل الشاهد الأول في القضية، حيث تضمنت التحريات أنها كانت على رأس النساء اللاتي كان بيرلسكوني يدعوهن إلى حفلات "البونجا بونجا" التي كان ينظمها في فيلته الأسطورية بالقرب من ميلانو. واستدعت المحكمة في وقت سابق، المحروقي المعروفة بـ(ربي ذي هارتستيلار أو روبي سارقة القلوب)، للاستماع إلى شهادتها بخصوص التهم الموجهة إلى بيرلسكوني والتي تضمنت أنه دفع مبالغ طائلة لسيدات كثيرات لحضور حفلات خاصة في مقر إقامته في إيطاليا، من أجل ممارسة البغاء مع المدعوين في حفلاته من كبار رجال الدولة والأثرياء، ورغم الاستدعاء من قبل المحكمة، لم تمثل الشاهدة أمام الهيئة القضائية كما صرح محاميها، أنه لا يعرف أين تقيم في الوقت الحالي. وقالت ليدا بوكاسيني، ممثل الادعاء في قضية الفضائح الجنسية لبرلسكوني، معبرة عن غضبها الشديد لاختفاء الشاهدة المفاجيء، أنها تعتقد أن بيرلسكوني هو من يتحمل نفقات سفر وإقامة كريمة في الولايات المتحدة، وأنها حيلة من جانب فريق الدفاع الخاص برئيس الوزراء الإيطالي السابق، لمد عمر القضية حتى إجراء الانتخابات المقبلة، مشيرة إلى أن اختفاء الشاهدة سيستمر حتى تبدأ الانتخابات الإيطالية على مقعد رئيس الوزراء. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحاول بيرلسكوني استغلال القضية في دعايته الانتخابية على مقعد رئيس الحكومة، حيث يمكنه استغلال القضية، حال امتدادها إلى شباط/فبراير المقبل "الشهر المحدد للانتخابات العامة الإيطالية"، في إثبات أن تحريك القضية جاء بدوافع سياسية أكثر من كونه ذو صلة بالقانون وتنفيذ القانون وإنجاز العدالية، وهو ما يعمل لصالح المرشح المحتمل لرئاسة الوزراء الإيطالي السابق، الذي أعلن الأسبوع الماضي أنه سيدخل الانتخابات وينافس على المقعد الوزاري مرة أخرى، ويفيد ذلك بيرلسكوني في التخلص من كل تهم الفساد التي وُجهت له وأدت بالفعل إلى إسقاطه واستقالته من منصبه وإلصاقها في أنها تهم محركة سياسيًا وأنه بريء منها تمامًا، وهو ما يعمل على استعادة شعبيته بين الناخبين الإيطاليين. وعلى صعيد المشهد السياسي، يرى الخبراء والمحللون في إيطاليا أن بيرلسكوني لن يتمكن من الفوز بالانتخابات المقبلة، حيث يأتي حزبه شعب الحرية في المركز الثالث بعد الحزب الديمقراطي، الذي يمثل يسار الوسط بقيادة بيير لوجي بيرساني في استطلاعات الرأي الأولية، في حين يزعم بيرلسكوني أنه يحاول المنافسة على مقعد رئيس الوزراء من أجل حماية الاقتصاد الإيطالي، ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، من سياسات التقشف التي يطبقها رئيس الوزراء الحالي مونتي، علاوةً على رغبته في حماية السلطة من العودة إلى أيدي اليسار، بينما تنطلق مزاعم بيرلسكوني، يرى خبراء سياسيون أن بيرلسكوني وفريق دفاعه يحاولون باستماتة إنقاذ ما تبقى من سمعة رئيس الوزراء السابق، بعد ثبوت تورطه في قضية التهرب الضريبي لصالح الشركات التي يمتلكها، والتي يعمل معظمها في مجال الإعلام، وأن تلك المحاولات من جانبه تشير إلى حالة من الاضطراب السياسي الذي تعيشه البلاد في الوقت الحالي، وهي الحالة التي تمثل خطرًا كبيرًا على استقرار إيطاليا. يُشار إلى أن سن الرشد في إيطاليا هو 14 سنة، إلا أن دفع مبالغ مالية لمراهقة تحت سن 18 سنة لممارسة البغاء يعتبر من الأفعال التي يُجرمها القانون، وكانت روبي في الـ 17 من عمرها وقت انطلاق مزاعم ممارسة الجنس مقابل أموال تتقاضاها من بيرلسكوني، ونظرًا لعدم مثولها أمام المحكمة للشهادة،  أصدر القاضي محكمة ميلانو مذكرة ضبط وإحضار للفتاة، ويُزعم أنها سافرت إلى الولايات المتحدة ولن تعود قبل انتهاء عطلات أعياد الميلاد