كوكب المريخ

تشير البيانات المأخوذة من رحلة المركبة الفضائية التابعة لوكالة ناسا إلى كوكب المشتري إلى أن المريخ قد يكون مسؤولا عن "الضوء البروجي".وقد يشاهد في سماء الليل قبل الفجر مباشرة أو بعد الغسق، عمود خافت من الضوء يمتد من الأفق، هذا التوهج المضيء هو ضوء البروج، أو ضوء الشمس المنعكس نحو الأرض بواسطة سحابة من جزيئات الغبار الصغيرة التي تدور حول الشمس.ولطالما اعتقد علماء الفلك أن الغبار ينتقل إلى النظام الشمسي الداخلي عن طريق عدد قليل من الكويكبات وعائلات المذنبات، لكن الآن يجادل فريق من علماء المركبة الفضائية (جونو) بأن المريخ قد يكون هو المسؤول، وأعلنوا عن اكتشافهم في ورقة بحثية نُشرت الثلاثاء في مجلة البحوث الجيوفيزيائية.

ورصدت أداة على متن المركبة الفضائية جونو بالصدفة جزيئات الغبار التي ارتطمت بالمركبة الفضائية أثناء رحلتها من الأرض إلى المشتري، وقدمت التأثيرات أدلة مهمة عن أصل الغبار وتطوره المداري، مما أدى إلى حل بعض الاختلافات الغامضة في ضوء البروج.والأداة التي صممها جون ليف يورجنسن، الأستاذ في الجامعة التقنية بالدنمارك، هي أجهزة تتبع، تعد جزءًا من تحقيق مقياس المغناطيسية في المركبة (جونو)، وتلتقط الكاميرات الموجودة بها صورًا للسماء كل ربع ثانية لتحديد اتجاه جونو في الفضاء من خلال التعرف على أنماط النجوم في صورها، وهي مهمة هندسية أساسية لدقة مقياس المغناطيسية.

وكان يورغنسن يأمل في أن تتمكن كاميراته من التقاط كويكب لم يتم اكتشافه، لذلك قام ببرمجة كاميرا واحدة للإبلاغ عن الأشياء التي ظهرت في عدة صور متتالية ولكن لم تكن موجودة في كتالوج الأجرام السماوية المعروفة.ولم يكن يتوقع أن يرى الكثير، فجميع الأشياء الموجودة في السماء تقريبًا مُدرجة في كتالوج النجوم، لذلك عندما بدأت الكاميرا في إرسال آلاف الصور لأجسام مجهولة الهوية، كانت تظهر خطوط ثم تختفي في ظروف غامضة، كان يورجنسن وزملاؤه في حيرة من أمرهم، قال: "كنا ننظر إلى الصور ونقول: ماذا يمكن أن يكون هذا؟"

وضع يورجنسن وفريقه العديد من الأسباب المعقولة وبعضها غير المعقول، وكان هناك احتمال مثير للقلق أن الكاميرا النجمية قد التقطت خزان وقود متسربًا في جونو.قال يورجنسن: "اعتقدنا أن هناك شيئًا ما خطأ حقا، وبدت الصور وكأن شخصًا ما كان يهز مفرشًا مغبرًا من نافذته".لم يكن الأمر كذلك حتى قام الباحثون بحساب الحجم الظاهر وسرعة الأجسام في الصور حتى أدركوا شيئًا ما أخيرًا، وهي أن مصدرها كوكب المريخ.وفي حين أن هناك دليل جيد الآن على أن كوكب المريخ ، وهو أكثر الكواكب غبارًا التي نعرفها ، هو مصدر ضوء البروج ، لا يستطيع يورجنسن وزملاؤه حتى الآن شرح كيف يمكن للغبار أن يفلت من قبضة جاذبية المريخ، يأملون أن يساعدهم علماء آخرون.

قد يهمك ايضاً :

إنشاء "الخريطة المسطحة الأكثر دقة على الإطلاق" لكوكب الأرض

تجربة تكشف ما يمكن أن يساعد في إبقاء البشر أحياء على المريخ