واشنطن ـ عادل سلامة كشفت "غوغل" للمرة الأولى، النقاب عن مشروعها العملاق "جلاس بروجيكت" وهو الكمبيوتر القابل للارتداء في شكل نظارات، إلا أن الشركة ما زالت تتخذ موقفًا غامضًا فيما يتعلق بالإعلان عن موعد محدد لطرح المنتج في الأسواق.   وعلى الرغم من أن "غوغل" أبهر العالم هذا الأسبوع عندما أعلن عن الكمبيوتر النظارة، لكن الجيش الأميركي يبدو أنه غير راضٍ عن هذا المستوى من التقنية الرقمية الجديدة، إذ بدأ في البحث في منطقة أبعد من تلك التي توصلت إليها غوغل، ليصل إلى تقنية أعلى من تلك التي توصل إليها عملاق التكنولوجيا غوغل.

وكانت المحطة التالية من التكنولوجيا التي استهدف الجيش الأميركي الوصول إليها، هي التي تم الإعلان عنها عندما ترددت الأنباء عن أن وزارة الدفاع الأميركية تقدمت بطلب لإننوفيغا، شركة التقنية التصويرية والعدسات والكاميرات المشهورة، لتصنيع عدسات توفر ثورة مجسمة لأرض ميدان القتال، معتمدة في ذلك على البيانات والمعلومات وغيرها من المدخلات التي ترسلها الأقمار الصناعية والطائرات من دون طيار، ويتم تركيب هذه العدسات في حدقة العين بشكل مباشر.

ويتم تركيب هذه الشاشات الدقيقة في حدقة العين مع استخدام نظارات خفيفة مثبت بها شاشة عرض أكبر، تساعد الجندي على رؤية صورة أكبر. وتجدر الإشارة إلى أن الكمبيوتر النظارة يسمح للمستخدم بالتقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو ورفعها على المواقع الإليكترونية، منها مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"تويتر" واستخدام تطبيقات الملاحة، وتحديد الاتجاهات وتصفح البريد الإليكتروني، والرد على رسائل البريد الإليكتروني، وغيرها من التطبيقات التي استعرضتها غوغل، ولكنها رفضت توضيح كيفية عمل تلك التطبيقات.

ويشبه استخدام هذه التقنية الجديدة إلى حدٍ كبيرٍ، مشاهدي شاشة تلفزيونية 240 بوصة من مسافة 10 أقدام وفقًا للمدير التنفيذي لإننوفيغا، ستيف ويلي، ومع استعراض الخدمات التي يمكن الاستفادة منها من خلال نظارات غوغل الجديدة، رفضت الشركة الإفصاح عن كيفية تشغيل التطبيقات، كما رفضت تحديد موعد لإطلاق الكمبيوتر النظارة في الأسواق، إضافة إلى عدم الكشف عن السعر المتوقع للنظارات والذي يرجح الخبراء والمتابعون أن يكون 1500 دولار أميركي.

وأضاف أن "المقاتلين في أرض الميدان يحتاجون إلى رؤية واضحة، حتى يتمكنوا من تنفيذ المهام المنوطة بهم، لذا تم إنتاج هذه التقنية الجديدة التي توفر أيضًا متطلبات نوعية يحتاجها بعض الجنود الميدانيين، إذ تم تزويد التكنولوجيا الجديدة بإمكان نقل البيانات من الأقمار الصناعية وعرضها، وهي البيانات التي تتضمن رسومات مهمة، ومواد مسموعة ومرئية تساعد على تنفيذ مهام ذات طبيعة خاصة".

جدير بالذكر أن هذه الأداة الجديدة، تتميز عن غيرها من الأدوات المستخدمة للغرض نفسه، والتي تمكن من الرؤية الواضحة وعرض المواد المرئية، بأنها خفيفة الوزن صغيرة الحجم، تسمح بالرؤية العادية، إذا أرد مرتدوها ذلك، مما يوفر إمكان استخدامها أثناء السير، بينما لا يمكن ارتداء الأدوات المشابهة، والتي تتمثل في نظارات أو خوذات ثقيلة الوزن، إلا أثناء الجلوس. وللتوضيح، يمكن تشبيه النتيجة التي من الممكن أن توفرها هذه الأداة الجديدة بنتيجة النظارات التي ارتداها توم كروز في فيلمه مينوريتي ريبورت.

وكانت وكالة مشروعات أبحاث الدفاع المتقدمة – ديبرا  الجناح البحثي للقوات المسلحة الأميركية – قد أنفقت الكثير من الوقت والجهد والمال على تطوير شاشات عرض محمولة وعدسات توفر رؤية أوضح لميدان القتال، يرتديها الجنود أثناء العمليات المختلفة، إلا أنه في كل مرة كانت النتيجة تأتي بأداة ثقيلة الوزن معقدة الاستخدام. أما إننوفيغا فاستخدمت عدسات مصنعة وفقًا لمعايير النانو تكنولوجي، لذا فهي خفيفة الحجم ولا تحتاج إلى طاقة لتشغيلها، مما يجعلها آمنة للاستخدام من خلال اللصق المباشر في حدقة العين.

وعلى الرغم من أن ديبرا كانت هي الجهة الأولى التي نجحت في اختراع أول أداة لمحاكاة الواقع، والتي تعتبر من أهم الاختراعات في تاريخ التكنولوجيا، إذ أسهمت إلى حدٍ بعيدٍ في ظهور الكثير من الاستخدامات للكثير من التطبيقات على الإنترنت، والتي لم تكن موجودة قبل ظهور هذه الأداة إلى النور، لكن الوكالة الأميركية أشادت بالتكنولوجيا التي استخدمتها إننوفيغا في تطوير الأداة الجديدة.