يعتمد اقتصاد الإمارات العربية بشكل كبير على النفط، لكنها تسعى أيضاً إلى وضع دعامة اقتصادية قوية تضمن مستقبل البلاد. من هنا انبثق مشروع منطقة خليفة الصناعية الضخمة "كيزاد"، التي تضم ميناء ضخماً وثلاثة مطارات. لا تسير سيارات كثيرة هنا بعد، وما زالت الرمال تعصف بالشوارع، أما مدير التسويق لمنطقة خليفة الصناعية في أبوظبي، إبراهيم بلوشي، فهو يقود سيارته بصورة شبه يومية في هذه الأرض المترامية الأطراف. تلك المنطقة التي تبدو صحراوية هي عبارة عن منطقة صناعية متكاملة تعرف باسم "كيزاد"، ويشبه مدخلها نقطة حدودية بسبب الإجراءات الأمنية المشددة به. داخل المنطقة يوجد الميناء، الذي يبعد خمسة كيلومترات عن الساحل وهو مشيّد على جزيرة اصطناعية، ويبلغ عمق الماء به ستة عشر متراً، الأمر الذي يكفي لرسو أكبر سفن العالم. ويوضح نائب مدير مبنى المراقبة المؤقت في الميناء، محمد الشميسي أن ميناء خليفة يستطيع استقبال الحاويات الضخمة، مشيرا إلى أنه يأتي ضمن "رؤية أبوظبي 2030" لأمير أبوظبي. بدأ العمل في الميناء منذ أيلول/سبتمبر 2012، ويمكن تداول خمسة ملايين حاوية سنوياً به. وتدار منشأة الشحن آلياً بالكامل من محطة مركزية، لذا يعتبر ميناء خليفة الأحدث في الشرق الأوسط، وقد تعاقدت خمس شركات نقل بحري كبيرة مع الميناء حتى الآن.