انطلقت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الاثنين، فعاليات تخليد اليوم العالمي لحقوق الإنسان، من خلال ورشة تحت شعار "الاندماج والمشاركة في الحياة العمومية"، وذلك تزامنًا مع انتخاب موريتانيا نائبًا لرئيس مجلس حقوق الإنسان لمنطقة إفريقيا، التابع للأمم المتحدة، وذلك حسب بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية، الاثنين. وقد أقيمت الورشة التي خلدت ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان تحت إشراف مفوض حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني محمد عبد الله ولد خطره، بالتعاون مع "برنامج الأمم المتحدة للتنمية"، و"مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان" في نواكشوط، حيث تعهد المشاركون في الورشة بتطبيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة، في كانون الأول/ ديسمبر 1948. وقال ولد خطره في كلمته التي ألقاها ضمن فاعليات الورشة "إن موريتانيا قامت بخطوات هامة في مجال حقوق الإنسان، تجلت في حل ملف الإرث الإنساني"، مؤكدًا أنهم قطعوا جهودًا معتبرة في إطار محاربة آثار الاسترقاق، حيث تم رصد مبالغ معتبرة، وتنفيذ برامج عدة، في إطار تأهيل الأرقاء، ودمجهم في الحياة، كما أكد على أن موريتانيا قد شهدت انفتاحًا في مجال الحريات الفردية والجماعية، وكذلك تكريس حق التعبير والتظاهر والتجمع، مشيرًا إلى أن جهودهم تكللت بقرار عدم متابعة الصحافيين في جرائم النشر، وتحرير الفضاء السمعي والبصري، الذي دخل حيز التنفيذ من خلال الترخيص لخمس محطات إذاعية وفضائيتين، تمارس نشاطها بكل حرية واستقلالية، موضحًا أن الحياة السياسية في موريتانيا شهدت نقلة نوعية بعد الإصلاحات الدستورية المجسدة لنتائج الحوار الوطني بين الأغلبية وبعض أحزاب المعارضة، التي تعرف بـ"المعارضة المحاورة"، والتي تضمنت تجريم الانقلابات العسكرية، وتصنيف الرق والتعذيب على أنهما جريمة ضد الإنسانية، وهو ما صادق عليه مجلس الوزراء خلال الأسبوع الماضي، في أول اجتماع بعد إصابة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز. كما شدد مفوض حقوق الإنسان على أن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في موريتانيا شهدت تحسنًا كبيرًا، تجسد من خلال العناية التي حظيت بها مجالات الصحة والتعليم والتكوين المهني وترقية وحماية حقوق المرأة والطفل والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. كذلك قرأت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية في موريتانيا كومبا مار كاديو خطاب الأمين العام للأمم المتحدة، الذي قدم من خلاله عرضًا عن أوضاع حقوق الإنسان في العالم، والتقدم الذي تم إحرازه خلال 100عام مضت، كما قدمت ممثل مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في موريتانيا مارسيل آكبوفو عرضًا تضمن الخطاب الذي وجهته المفوضة السامية لحقوق الإنسان لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، والذي أوضحت من خلاله أهمية حماية وصيانة حقوق الإنسان في العالم، مشيرة إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به الشعوب من أجل الحصول على هذه الحقوق. تزامنًا مع ذلك، تم انتخاب موريتانيا نائبًا لرئيس مجلس حقوق الإنسان لمنطقة إفريقيا، التابع للأمم المتحدة، وذلك حسب بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية، الاثنين، التي قالت أن الانتخاب جاء عقب ترشيح الكتلة الإفريقية لها، مما يجسد الجهود القيمة التي بذلتها موريتانيا في مجال تكريس الديمقراطية وحقوق الإنسان.