جهاد الخازن

قال علي بن محمد التهامي:

حكم المنيّة في البرية جاري / ما هذه الدنيا بدار قرار

بينا يرى الإنسان فيها مخبراً / حتى يُرى خبراً من الأخبار

طبعت على كدرٍ وأنت تريدها / صفواً من الأقذاء والأكدار

فالدهر يخدع بالمني ويغصّ إن / هنّا ويهدم ما بنى ببوار

ليس الزمان وإن حرصت مسالماً / خلق الزمان عداوة الأحرار


وقال ايليا أبو ماضي:

فتمتع بالصبح ما دمت فيه / لا تخف أن يزول حتى يزولا

وإذا ما أظلّ رأسك هم / قصّر البحث فيه كيلا يطولا

أدركت كنهها طيور الروابي / فمن العار أن تظل جهولا

ما تراها والحقل ملك سواها / تخذت فيه مسرحاً ومقيلا

تتغنى والصقر قد ملك الجو / عليها والصائدون سبيلا


وقال شاعر:

أما ترى الماء بتكراره / في الصخرة الصماء قد أثرا


وقال أحمد شوقي:

وما في الشجاعة حتف الشجاع / ولا مدّ عمر الجبان الجبن

ولكن إذا حان حين الفتى / قضى ويعيش إن لم يحِن


وله:

لا أرى الأيام إلا معاركا / وأرى الصنديد فيه من صبر

رب واهي الجأش فيه قصف/ مات بالجبن وأودى بالحذر


وله أيضاً:

هل ترى كالتراب أحسن عدلاً / وقياماً على حقوق العباد

نزل الأقوياء فيه على الضعفى / وحلّ الملوك بالزهاّد


وقال طرفة بن العبد:

أرى قبر نحّامٍ بخيلٍ بماله / كقبر غويّ في البطالة مفسد

ترى جثوتين من ترابٍ عليهما / صفائح صمّ من صفيح منضّد

أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي / عقيلة مال الفاحش المتشدد


وقال أبو العلاء:

رب لحد قد صار لحداً مراراً / ضاحكٍ من تزاحم الأضداد

ودفينٍ على بقايا دفين / في طويل الأزمان والآباء


وقال شاعر:

ولكل شيء آفة من جنسه / حتى الحديد سطا عليه المبرد


وقال أبو تمام:

نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى / ما الحب إلا للحبيب الأول

كم منزل في الأرض يألفه الفتى / وحنينه أبداً لأول منزل


وقال شاعر:

ما حكّ جلدك مثل ظفرك / فتولّ أنت جميع أمرك

وإذا قصدتَ لحاجةٍ / فاقصد لمعترفٍ بقدرك