قصيدة جديدة لـ الشاعر ماهر مهران


مُزْنة 
ريحة السّمن البلدي قبل المغارب
دلع الْبياض في الشّراع
وش الملايكة عند بوابة جهنم
ليونة الغزالة لمّا تتمايل
الحنِّية والجنان 
والزّغفران لمَّا بيعرِّش
ولمَّا بتقشقش
ولمَّا بتعشِّش
ولمَّا بتفرِّش
ولمَّا بتلم الدنيا حواليها ، وتلمّس 
حد القلوب ماتدوب 
وتنفر من اللي الْكُره بيطل من عينه
ومن اللي لضناه  ولحمه ودمه بيطفِّش 
مزنة با مفلِّس 
عسل وهي بـ تمشي حاضنة الحق
وبتلِّين قساوة الخلق
وبتطبِّع قلوب عطت ضهرها لبعضيها 
بأحبها لمَّا الحمام بينام على إيديها
ولمَّا ع الفجر تفضل تدعبس
وفي الخلفية شيح بينقّط
ونار بتبكبك
وأصوات حزينة بتقشعر شعر الطيبين 
زي يا كبدي ويامررررري ويا حزني
ومزنة
 بـ تروِّض قساوة النمرود
وتدوّب بطيبتها الحدود
وترجّع البنات يعشقوا الألوان
وتخلِّي الشباب يحنّوا لريحة نوَّار اللمون
والطيور للعش .. 
تتعب مزنة 
وتنفخ قوي وتفش 
وتلعن القلوب الحجارة 
والوشوش البلاستيك 
والزّمم الأستك
والعالم المعجون في الغش
وتخسر كل اللي بين إيديها بمزاجها
وبمزاجها تشتهي المش
لكنها تفضل منحازة للحق 
وللتوب اللي من خنقة الأيام إتمزع
 وأتشق
وفي الخلفية ريحة بق
وصبايا محبوسين في الْحُقْ
وناس بتتفعص تحت جزم كروش بـ تْلُقّ
ومزنة
ياعيني على مزنة
كل ماتعدِّي أزمة
تحاصرها أزمة
لكنها ترفع رأسها في شموخ 
يشبه شموخ البنات المحفورين في الصخر
وتطّلع لسانها لعزرائيل والقبر
وتقول يا جبل مايهزّك ريح 
دا مزنة ما تكسرهاش أزمة
ولا تهدها عمايل باردة لناس ولاد هِرْمة
وفي الخلفية 
عفاريت ولاد صرمة
كل واحد حاطط إيده ف جيب التاني
وبيرجع عقرب الساعات والثواني 
وبيقطع لسان العدل والمعاني .. 
في الخلفية
 شياطين بـ تاكل في بعض 
وبتتعارك على حزمة 
ومزنة 
تخسّر نفسها 
وتكسِّب غيرها
وتخلِّي قلبها يهفهف عليها 
وتدِّي لقمتها لغيرها 
وتكتم نارها جوَّاها
وتضحك قدام اللي كايدها وقاهرها
وتقول 
الحرير أقوى من السيف
والمظلوم سيد الظالم
والميادين عبد الغيطان
والحب دوا العيان
والعيشة رهان محتاج  لأبو قلب صبور
والصبر ساحر بيحوِّل العتمة لنور
ونشفان الرِّيق لمتعة ونشوى 
والغيظ لرعشة حب لمَّا القلب بيميِّل
وفي الخلفية 
ست بتقاوم لعاب بيسيل
وقلة حيل
ورعشة في الصوابع
ووجع في السنان والراس والركب 
وتقولك الحياة للي طلب
والعزة للي بيشابط عليها
والغنى للصوص
والهم للي عشق ريحة التراب 
والطين 
والحيطان
والوجع للي يعيش إنسان !!