وزارة الآثار والمعالم التاريخية

تزخر السلطنة بالعديد من الشخصيات المجيدة والملهمة لغيرها في مختلف المجالات ومنها مجال البحث عن الآثار والمعالم التاريخية التي تعد شاهدا حيا على عمق تاريخ السلطنة على مدى العصور، وفي ولاية العامرات إن بحثت عن شخصية تهتم بهذا المجال فبكل تأكيد سيدلك الجميع على شخصية حبيب بن مرهون الهادي.

«$» التقت الباحث في التاريخ والتراث حبيب بن مرهون للتعرف عن قرب لهذا الاهتمام ولماذا ولاية العامرات؟ حيث تحدث في البداية عن فكرة اهتمامه بهذا الموضوع قائلا: منذ الطفولة كان التراث محور اهتمامي لكون والدي الكريم كان يحدثنا عن التراث وأهميته، وهو الأمر الذي كان حافزا لي للتخصص بالجامعة لدراسة التاريخ، وبعد التخرج بدأت مسيرة البحث والتنقيب عن التراث المادي وغير المادي.

وأضاف: إن من أهم العوامل والمرتكزات التي من خلالها أنطلق في هذا المجال غنى عمان بالآثار والحضارات القديمة، حيث كانت محور أحداث عالمية وإقليمية بحكم الموقع الجغرافي والأهمية الاستراتيجية، واهتمامات الإنسان العماني منذ القدم بتواصله الحضاري مع حضارات أخرى، فالتاريخ أصل ومنطلق ومعزز للهوية الوطنية.

وحول أهم المكتشفات الأثرية في ولاية العامرات قال حبيب الهادي: تزخر ولاية العامرات بتراث خالد منه أبنية أثرية والفن الصخري والمقابر الأثرية ومناجم التعدين والمستوطنات والواحات الزراعية حيث نجد هناك موقع حصن قديم بالعتكية في بلدة الحاجر يسمى حصن صنه ربما يعود للألف الأول قبل الميلاد، ومواقع للفن الصخري قد تعود لعصور ما قبل الكتابة أي قبل 5000 سنة وأكثر من ذلك ومواقع لصهر النحاس منذ فترة ما قبل الميلاد.

وقال حبيب الهادي: إن هذه المكتسبات يمكن أن تكون معالم ومزارات سياحية يرتادها الزوار ولعل من أهمها الفن الصخري بوادي الميح ومناجم النحاس والرصاص واللاصف والحصون القديمة والبيوت الأثرية مؤكدا أن المقومات السياحية التي يمكن من خلالها أن تكون ولاية العامرات مقصدا سياحيا تكمن في تتعدد المزارات السياحية بالولاية بالإضافة إلى مقومات طبيعية وبشرية من حيث سياحة الآثار التاريخية وسياحة التكوينات والتشكيلات الجيولوجية الفريدة وسياحة الحيوانات الفطرية من خلال محمية السرين الطبيعية وسياحة الواحات الزراعية والجبلية والأفلاج والسدود المائية والكهوف الجبلية مثل كهوف الموميان التي هي نتاج جهدا بشريا حيث يوجد في جبال وادي الميح وبلدة سمكت ونوه الباحث حبيب بن مرهون إلى انه يتوقع أن هناك آثارا أخرى في العامرات لم يصل إليها الباحثون وهي كثيرة حيث يعكف حاليا فريق بحثي مدعوم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في موضوع الفن الصخري وقد اكتشف الفريق الكثير من ذلك الفن والذي لم يكن معروفا كما قام فريق الاستكشاف وهو فريق تطوعي باستكشاف العديد من الآثار من خلال الولوج إلى المناطق الجبلية والأودية وغيرها، فهناك كنوز أثرية تنتظر من يميط اللثام عنها.

وردا على سؤال عن دور وتجاوب الجهات الحكومية مع هذه المكتشفات قال الهادي: نعم يوجد بعض التفاعل من قبل المؤسسات المختصة بالحكومة ونأمل في التعاون البناء والتعاطي مع هذه المكتشفات وبما أن ولاية العامرات تحوي كنوزا أثرية فنحن نناشد الجهات المختصة المسارعة إلى وضع خطة للحفاظ على تلك الآثار من خلال الترميم والتوثيق والدراسة والتنقيب وإبرازها كإرث حضاري ووجهة سياحية ورافد اقتصادي للوطن.

وعن دور المجتمع حيال ما تزخر به الولاية من معالم وآثار سياحية أوضح حبيب بن مرهون الهادي أن للمجتمع المحلي قدرا من الوعي بأهمية تلك المكتشفات فقليلا ما نجد هناك عبثا بتلك الآثار وهذا دليل على حجم الاهتمام من قبل أفراد المجتمع المحلي ولكن نحن بحاجة إلى تفعيل أكثر وخطوات أرحب في الحفاظ على تلك الكنوز الأثرية من خلال الدعم والاهتمام بتطويرها ودراستها فهي كنز وطني.
قد يهمك ايضاً

اكتشاف أول مومياء حامل في العالم

اكتشاف أدوات حجرية في السودان عمرها أكثر من 700 ألف عام