وزير الخارجية المصري نبيل فهمي

القاهرة – أكرم علي/ محمد الدوي أكّد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن بلاده ماضية قدمًا في تنفيذ خارطة الطريق، باستحقاقاتها المختلفة، بغية بناء نموذج ديمقراطي مصري، وأنها ماضية قدمًا أيضا في انتهاج سياسة خارجية نشيطة، تأكيدًا لاستقلالية القرار الخارجي. ودعا فهمي اليابان، خلال زيارته لها، الخميس، في إطار جولته الآسيوية، إلى تنسيق التعاون مع مصر، بغية تحقيق الأهداف المشتركة، مثل قضية نزع السلاح، وإصلاح الأمم المتحدة، وتوسيع مجلس الأمن، وتسوية النزاعات بالطرق السلمية.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية السفير بدر عبد العاطي، في بيان صحافي له، الخميس، أن "الوزير فهمي تناول خلال لقاء مع وسائل الإعلام اليابانية محاور التحرك الخارجي المصري عقب ثورة ٣٠ حزيران/يونيو، والتي تشمل الدفاع عن الثورة المصرية في الخارج، وحشد الدعم السياسي والاقتصادي لها، والعمل على إعادة مركزة السياسة الخارجية، عبر تنشيط الدور المصري في المحيط العربي، لاعتبار أن مصر هويتها عربية، وتعميق التواجد المصري في القارة الأفريقية، لاعتبار أن مصر جذورها أفريقية، فضلاً عن العمل علي التحرك شرقًا وجنوبًا إضافة إلى التحرك الخارجي غربًا وشمالاً، بما يؤدي إلى زيادة عدد الشركاء الدوليين، في إطار توسيع البدائل والخيارات الخارجية، دون أن يأتي ذلك خصمًا من العلاقات القائمة بالفعل مع شركاء آخرين".
وأشار عبد العاطي أن "فهمي أشار إلى سياسة مصر الخارجية عقب الثورة، مبينًا أنها سياسة براجماتية، تستهدف تعظيم المصالح الوطنية المصرية، وليس سياسة مدفوعة باعتبارات أيديولوجية".
وذكر المتحدث أن "فهمي أكّد خلال اللقاء أنه يحمل إلى اليابان رسائل عدة، أهمها حرص مصر علي تطوير العلاقات مع اليابان في مختلف المجالات، بما فيها نقل التكنولوجيا، وتعميق التعاون السياحي والتجاري والاستثمارية، منوهًا بأهمية تطوير التعاون الثلاثي بين البلدين الموجه لأفريقيا".
في السياق ذاته، تلقى وزير الخارجية وعودًا من رئيس الاتحاد الياباني لوكلاء السفر، بترتيب مجموعة من الفعاليات في طوكيو للترويج السياحي إلى مصر، وذلك بعد قيام السلطات اليابانية أخيراً بتخفيض درجة التحذير، الذي سبق أن فرضته على سفر اليابانيين إلى مصر، بعد تحسن الأوضاع الأمنية، وقبيل بدء زيارة فهمي إلى طوكيو.
وبيّن المتحدث باسم الخارجية أن "رئيس اتحاد وكلاء السفر (الجاتا) أكّد خلال اللقاء أن مصر تعتبر من أهم المقاصد السياحية لليابانيين، وفقًا لآخر إحصاءات أجراها الاتحاد، وأنهم يتطلعون إلى زيارة وزير السياحة هشام زعزوع إلى طوكيو، لمزيد من الترويج السياحي إلى مصر، معربًا عن أملهم في أن تستأنف مصر للطيران رحلاتها المباشرة إلى طوكيو، وإعادة فتح مكتبها في مدينة أوساكا، فيما أكّد الوزير فهمي حرص الحكومة المصرية علي توفير التسهيلات الممكنة كافة للسياح اليابانيين، بغيى ضمان عودة السياحة اليابانية إلى مصر لمعدلاتها الطبيعية".
وألقى فهمي، صباح الخميس، محاضرة عامة، أمام معهد اليابان للشؤون الدولية، القريب من مؤسسات صنع القرار الخارجي في اليابان، حضرها عدد كبير من أعضاء المعهد المرموق من الأكاديميين والمتخصصين والعاملين في الحكومة والقطاع الخاص الياباني، المعنيين بالشؤون المصرية والشرق أوسطية.
ولفت عبد العاطي إلى أن "فهمي تناول في لقائه مع الأكاديميين اليابانيين، وبناء على طلبهم تطورات الأوضاع الداخلية في مصر، مشيرًا إلى أن مصر تشهد تغيرًا مجتمعيًا شاملاً، وتناول ما تم إنجازه على صعيد تنفيذ خريطة الطريق ".
وأضاف المتحدث أن "فهمي تناول في كلمته الأوضاع السياسية والجيوستراتيجية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط، والتحديات والأزمات القائمة، لاسيما تطورات القضية الفلسطينية، وأهمية تسويتها علي أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، ورفض الاستيلاء علي أراضي الغير بالقوة، ومسار الأزمة السورية، وأهمية سرعة إيجاد تسوية سياسية، تحفظ لسورية وحدتها الإقليمية، وتحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة".
كما تطرق فهمي إلى الاتفاق المرحلي بين إيران والقوى الكبرى (٥+١) بشأن ملفها النووي، وضرورة أن يكون ذلك مقدمة لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل كافة، ومؤشرًا لعلاقة مستقرة نحو جيران إيران في منطقة الخليج العربي.