رام الله - وليد أبوسرحان
أكّد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، السبت، أن الخطة الأميركية لإحلال السلام في المنطقة لا تتضمن إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من الأغوار الفلسطينية، مطالبًا بعدم الانجرار وراء ما يتم تسريبه عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وحذّر خالد من الانخداع بالأخبار الكاذبة، التي تسربها، وتتناقلها وسائل إعلام
فلسطينية، بشأن ضغوط مزعومة تمارسها الإدارة الأميركية على حكومة إسرائيل، بغية إخلاء الأغوار الفلسطينية من المستوطنات والمستوطنين، وتسليمها إلى الجانب الفلسطيني تدريجيًا، خلال مدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أعوام، في سياق ترتيبات "معاهدة سلام" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أو الاستعداد لمبادلة هذه الأغوار، التي تبلغ مساحتها وفق المصادر الأميركية 6% من مساحة الضفة، بمثلها في المساحة من أراضي تقع إلى الغرب من الخط الأخضر.
وأكّد خالد أن "مثل هذه التسريبات عارية تمامًا عن الصحة، وأن تداول أخبار من هذا النوع له هدف واحد، وهو تجميل الوجه القبيح جدًا للخطة الأمنية الأميركية، المنسقة مع الجانب الإسرائيلي، والتي طرحها جون كيري على الجانب الفلسطيني، في جولته الأخيرة، وتطبيقاتها في الأغوار، والتي تحفظ لجيش الاحتلال الإسرائيلي دوره، باعتباره جهة الاختصاص في حفظ الأمن في المنطقة، ورفض وجود قوات دولية أو طرف ثالث، حتى لو كان قوات أميركية في المنطقة
وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لم يلحظ في خطته، أو اقتراحاته، التي عرضها على الجانب الفلسطيني تفكيك المستوطنات، ورحيل المستوطنين عن مناطق الأغوار، بل على العكس من ذلك، فإنه حاول طلاء ضفدع مستوطنات الأغوار بطبقة سميكة من الدهن، حتى يسهل بلعه، بإيحاء أن المستوطنات في الأغوار يمكن أن تبقى تحت "السيادة الفلسطينية" حسب تعبيره، وهي سيادة مزعومة، طالما بقي جندي إسرائيلي واحد في أية ترتيبات أمنية وعسكرية في الأغوار الفلسطينية .
وجدّد خالد دعوته إلى وقف المفاوضات الجارية برعاية الولايات المتحدة الأميركية، وعدم الدخول في متاهة ما يسمى بـ"اتفاق إطار" يعطي لإسرائيل ما تريد من مواقف ومكاسب ومطالب سياسية ملموسة، ولا يقدم للجانب الفلسطيني غير الوعود، ويفتح في الوقت نفسه أبوابًا جديدة على مفاوضات، لا تنتهي للوصول إلى ما يسمى "معاهدة سلام"، وإلى الاستفادة من المناخات الدولية في معالجة الأزمات الدولية، كالأزمة السورية، وأزمة الملف النووي الإيراني، والمطالبة برعاية دولية للمفاوضات، بغية التوصل إلى تسوية شاملة ومتوازنة للصراع، على أساس قرارات الشرعية الدولية، توفر الأمن والاستقرار لشعوب ودول المنطقة، وفي المقدمة منها دولة فلسطين وعاصمتها القدس، وتصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، التي هُجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة .
وكانت مصادر صحافية أسرائيلية قالت أن "الإدارة الأميركية طلبت من الحكومة الإسرائيلية إخلاء المستوطنات اليهودية المقامة على أراضي الفلسطينيين في منطقة غور الأردن، تمهيداً للوصول إلى اتفاق إطار للتسوية وإنهاء الصراع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني".
وفي السياق ذاته، أعتبرت مصادر صحافية فلسطينية أن "واشنطن تسعى إلى جس نبض الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، واستطلاع مواقف أعضائه، بشأن المقترحات، تمهيداً لنشر تفاصيل الخطة المذكورة، حيث اجتمع، الجمعة، سفير الولايات المتحدة لدى تل أبيب دان شابيرو مع زعيم حزب شاس الإسرائيلي المعارض آرييه درعي، لهذا الغرض".
ومن المقرّر أن يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة، الأسبوع المقبل، في إطار جولة جديدة يهدف من خلالها لاستكمال مساعيه الرامية للتوصّل إلى اتفاق تسوية.