فصائل المعارضة و بين تنظيم البغدادي

أطلّق الدكتور عبد الله المحيسني الذي يعتبر الاسم الأكثر قبولاً لدى الأوساط الجهادية كافة في سورية، مبادرة جديدة بعنوان " مبادرة الأمة " لوقف القتال الدائر بين الفصائل الثورية في سورية عامة وفي حلب خاصة، فيما أورد المحيسني الذي حاول التوصل إلى هدنة أو صلح بين فصائل المعارضة و بين تنظيم البغدادي، عدداً من التفاصيل التي سيؤدي تحقيقها إلى وأد الفتنة، هذا وبدأها بوقفٌ فوريٌ لإطلاقِ النارِ يسريْ في كافةِ مناطقِ الشامِ، وتشكيلُ محكمةٍ شرعيةٍ من قُضاةِ مستقلينَ ترتضيْهِم جميعُ الأطراف، على أن تلتزمُ الكتائبِ العاملةِ في الساحةِ والموقّعةِ على هذهِ المبادرةِ بأنْ تكونَ هي الضامنُ لتنفيذِ قرارِ المحكمةِ الشرعيةِ.
وجاء في رابع بنود المبادرة: "قامَ إخوانُكم في مركزِ دعاةِ الجهادِ بترشيحِ عشرةِ أسماءٍ من شرعيّيْ الفصائلِ التي اعتزلتْ الفتنةَ، كصقورِ العزِّ والكتيبةِ الخضراءِ وكتائبِ جندِ الأقصى، وغيرِهم وهُمْ جميعاً مجاهدونَ مرضيوُ العقيدةِ فيما نحسبُهم. وسنعرضُ الأسماءَ على كلِّ فصيلٍ من الأطرافِ المتنازعةِ ليختارَ منها أكبرَ عددٍ يرتضيهِ، ويبينَ أسبابَ رفضهِ للأسماءِ الأخرى".
وفي حال لم يتم التوافق على من تم ترشيح أسمائهم فإن المتفاوضين يقومون بترشيح غيرهم، ولن تُعدم الساحة الشامية من علماء وطلاب علم أكْفَاء، من مهاجرين وأنصار، وقد رأينا أنه لا بدَّ من هذه الآليةِ وإلا لتطاولَ الزمانُ قبلَ الاتفاقِ على محكَّمِين.
أما في خامس البنود تُحدَّدُ خمسةُ أيامٍ من تاريخِ إطلاقِ مبادرةِ الأمةِ لإعلانِ مَن قَبِلَ بالتحاكمِ للمحكمةِ الشرعيةِ، لتبدأَ المدةُ من تاريخِ نشرِ هذا البيانِ في هذا اليومِ الموافق (22/3/1435 - 26/3/1435 هـ )
كما يتمُّ إنشاءُ مركزٍ إعلاميٍّ عبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ ( تويتر – وفيسبوك ) لإعلانِ ومتابعةِ مجرياتِ سيرِ التقاضي،
فيما تُخوِّلُ كلُّ جهةٍ مفوَّضاً مِن قِبَلِها للترافعِ عنها والتفاوضِ، تحديدُ مدةٍ زمنيةٍ للانتهاءِ من البتِّ في جميعِ القضايا، بحيثُ يحددُها القُضاة، وفي حالِ حصلتْ مماطلةٌ من أيٍّ جهةٍ فسيُضطرُّ القُضاةُ إلى الإعلانِ عنها والاستعانةِ بأهلِ الخيرِ على ردِّها إلى الاحتكامِ والصلح.
وشمل تاسع بنود المبادرة قال: "كما نأمُلْ من الجماعاتِ التاليةِ: الدولةِ الإسلاميةِ في العراقِ والشامِ - الجبهةِ الإسلاميةِ - جيشِ المجاهدينِ - جبهةِ ثوارِ سوريا ، إصدارَ بيانٍ بالموافقةِ من عدمِها خلالَ هذه المدةِ، وكذا مِن جبهةِ النصرةِ وسائرِ الجماعاتِ الموجودةِ في الساحةِ الشاميةِ بيانَ موقفِها من هذهِ المبادرةِ، وكذلك من علماءِ الأمةِ ومجاهدِيها وكُتّابِها وإعلاميِّيها دعماً لهذهِ المبادرة".
ودعا المحيسني الكتائب والفصائل جميعها لتأييد المبادرة والموافقة عليها، في الوقت الذي أكد فيه ناشطون اطلعوا على تفاصيل المبادرة، أنها لن تجد آذاناً صاغية لدى دولة العراق والشام ولن تلتزم بأي مبادرة أو هدنة أو صلح كما عرف عنها، كما أنها لن ترضى بحكم أي شرع أو أية محكمة، في الوقت الذي يقوم فيه قادتها بتكفير بقية الفصائل بحجة محاربتهم لدولة الإسلام.