الاجتماع الذي عقد في فيينا

سجَّلت المحادثات التي جرت في فيينا أمس الاربعاء بين الدول الغربية وإيران حول مستقبل مفاعل نووي تعتزم بناءه قد ينتج "بلوتونيوم" يستخدم في إنتاج قنابل، تأزماً جديداً نتيجة خلاف برز حول هذا الموضوع ، لكن ديبلوماسيا أوروبيا كبيرا وصف المحادثات بأنها "جوهرية ومفيدة"، وان الجانبين سيجتمعان مرة أخرى في نيسان/ابريل المقبل .
الاجتماع الذي عقد في فيينا امس، هو الثاني في سلسلة اجتماعات تأمل القوى الغربية (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا) أن تؤدي إلى تسوية يمكن التحقق منها حول نطاق برنامج إيران النووي وضمان أنه موجه لأغراض سلمية وحسب وتبديد خطر نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط.
وحاول الجانبان هذا الأسبوع تسوية خلافاتهما بشأن اثنتين من القضايا الأكثر تعقيدا هما: مستوى تخصيب اليورانيوم الذي يجري في إيران، ومفاعل "آراك" الذي يعمل بالماء الثقيل.
وقالت كاثرين أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، للصحافيين بعد يومين من المحادثات: "أجرينا مباحثات جوهرية ومفيدة غطت مجموعة من القضايا من بينها التخصيب ومفاعل آراك والتعاون النووي السلمي والعقوبات".
من جهته، اعتبر مسؤول أميركي كبير أنه سيكون من الصعب جدا التغلب على الخلافات بين إيران والقوى العالمية الست بخصوص برنامج طهران النووي، رغم أن كل الأطراف تهدف للالتزام بمهلة الأشهر الستة للتوصل إلى اتفاق. وأضاف «إنها فجوة ستتطلب بعض الجهد الشاق للوصول إلى نقطة نجد عندها اتفاقا.
وقال ان عناصر كثيرة في نشاط التخصيب الإيراني ستحتاج إلى تسويتها ومنها المراقبة ومنشآت التخصيب في نطنز وفوردو ومخزونات إيران من اليورانيوم.
وتابع أن كل شخص عليه بعض العمل لإنجازه لمتابعة ذلك النقاش. وأضاف أن بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة وإيران يأملون كلهم في الالتزام بالموعد النهائي في اواخر تموز والذي حددوه في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل للتوصل لإتفاق طويل الأجل.
وقال المسؤول الأميركي الكبير: ندرك جميعا ما هو أراك وكيف يعمل وما هي متطلباته الفنية على نحو لم يكن متوافرا لدينا من قبل..حصلنا على قدر من المعلومات التفصيلية وكذلك أطلعنا إيران على الأفكار التي لدينا. تعلمون ما هي مخاوفنا عن إيران..أطلعناها على ما لدينا من أفكار. نقول منذ فترة طويلة إننا نرى أنه لا ينبغي أن يعمل مفاعل أراك بالماء الثقيل كما هو الآن، وإننا لا نعتقد أن هذا يلبي أهداف هذه المفاوضات. وبالطبع فإن لدينا بناء على ذلك مباحثات حول كيفية معالجة الأمر، وأضاف قائلا هناك خيارات كثيرة بشأن أراك، لكنه لم يخض في التفاصيل.
في المقابل أوضح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للصحافيين أن مفاعل آراك جزء من برنامج إيران النووي ولن يغلق (مثل) أنشطة البحوث والتطوير التي نجريها. ولم يستبعد صراحة تعديل المفاعل لتهدئة المخاوف الغربية إزاء المنشأة. ومثلما حدث في الجولات السابقة من المفاوضات عقد الوفد الأميركي في المحادثات برئاسة وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويندي شيرمان اجتماعا ثنائيا مع الوفد الإيراني استمر 80 دقيقة.
وأبدى ظريف تفاؤله إزاء المحادثات، وقال «نحاول في هذه المرحلة بلورة فكرة... عن القضايا المتضمنة وكيف يرى كل طرف الجوانب المختلفة لهذه المشكلة«. وسئل عما إذا كان يتوقع الالتزام بالمهلة الخاصة بالتفاوض فقال: "نعم.. أتوقع ذلك.. أنا متفائل بشأن 20 تموز".