سيارة تحت الأنقاض بعد الزلزال الذي ضرب عدة مدن مغربية

 

لا يزال رجال الإنقاذ في المغرب، اليوم الثلاثاء، يكافحون للوصول إلى القرى الجبلية النائية، التي تضررت بشدة جراء الزلزال، في محاولة للعثور على أحياء تحت الركام، ولإيصال المساعدات للأسر المنكوبة.
ويقع مركز الزلزال، الذي أدى إلى مقتل 2862 شخصاً وجرح 2562 آخرين، وفق حصيلة نُشرت مساء أمس (الاثنين)، في إقليم الحوز الممتد بمعظمه على جبال الأطلس الكبير، حيث فاقمت الانهيارات الأرضية صعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة.
ويحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية، تسريع عمليات البحث للعثور على ناجين محتملين وتوفير مأوى لمئات الأسر التي خسرت مساكنها. لكن في بعض المناطق النائية والمعزولة، يقول السكّان إنهم متروكون لمصيرهم.

وقد خيم قرويون في أجزاء عديدة من المغرب دمرها أكبر زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من قرن في العراء لليلة الرابعة.
وشعر سكان إقليم الحوز خلال الليل بهزة ارتدادية خفيفة، وقد بلغت قوتها 3.8 درجة بحسب المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل.

قال رئيس الوزراء عزيز أخنوش الاثنين، إن السكان الذين هدمت بيوتهم «سيتلقون تعويضات»، موضحاً: «سيكون هناك عرض واضح سنحاول تحضيره هذا الأسبوع» في هذا الشأن.
ولفت إلى أنه يتمّ النظر حالياً في حلول لإيواء المشرّدين. في هذه الأثناء، لا يزال الوصول إلى القرى الأقرب إلى مركز الزلزال صعباً بسبب الانهيارات الأرضية.

وأنشأ الجيش المغربي مستشفيات ميدانية لعلاج الجرحى في المناطق البعيدة، على غرار قرية أسني بإقليم الحوز المنكوب. وقد استقبل هذا المستشفى أكثر من 300 مصاب، بحسب الطبيب الكولونيل يوسف قموس، الذي تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية.
وإذا كان تنظيم عمليات العلاج صعباً في البداية، كما أوضح أفراد من الأطقم الطبية، فإنهم واجهوا أيضاً تحدي توفير مخزونات الأدوية.

من جهته، رأى منسق منظمة «أطباء بلا حدود» في فرنسا جان جونسون، أن «الأمور تبدو على ما يرام بخصوص كمية المعدات الطبية، والمغاربة يعرفون ما ينبغي القيام به»، في انتظار الحصول على ضوء أخضر من السلطات للتدخل.
وأضاف: «يملكون كل ما يلزم للعلاجات الأولية، لكنّ هناك نقصاً فيما يخص مستلزمات علاج الصدمات (مثل لقاحات مضادة للتيتانوس أو مضادات الآلام)...».
وكان المغرب أعلن مساء الأحد، أنه استجاب لأربعة عروض مساعدة قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال.
وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن الناجين من الزلزال الذي وقع في منطقة جبال الأطلس الكبير فجر السبت وبلغت قوته 7 درجات، وسوى بالأرض منازل تقليدية مبنية من الطوب اللبن تعج بها المنطقة.
يذكر أن الأمل يتضاءل في اليوم الرابع على الزلزال المدمر، فالقرى في منطقة جبال الأطلس النائية يصعب الوصول إليها.
ويسابق رجال الإنقاذ الوقت بحثاً عن ناجين، لكن المشاهد من إقليم الحوز، بؤرة الزلزال، تشي بأن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق.

الطرقات الترابية الضيقة في تلك المناطق الجبالية، صعبت وصول سيارات الإسعاف والإنقاذ إليها، كما أن بيوت المنطقة مبنية من الطوب اللبن والأخشاب غير قادرة لتحمل الزلازل.
وأدى الزلزال إلى سقوط جدران البسيطة تاركا السكان القرى النائية يبحثون على أحبابهم العالقين تحت الأنقاض.

قرية مولاي إبراهيم المنكوبة على سبيل المثال، تحولت من مقصد سياحي لكومة ركام إذ تعرضت لدمار واسع جراء الزلزال، وهي على بعد 45 كيلومترا فقط شمال شرقي مركز الزلزال. الخيم التي كانت تنصب عادة للاحتفالات أصبحت مأوى للمتضررين.
ويمتاز إقليم الحوز بطابعه الجبلي، كما يضم هذا الإقليم ثاني أعلى جبل في إفريقيا.. وللمفارقة، يرجح علماء تشكل جبال الأطلس نتيجة تصادم قارتي أميركا وإفريقيا.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ارتفاع عدد ضحايا زلزال المغرب لنحو 2862 قتيل وتوقعات باستمرار الهزات الارتدادية لأشهر

بعد زلزال المغرب تحذير من تسونامي