القاهرة - العرب اليوم
كشفت دراسة أثرية حديثة، عن أن نهر النيل كان يجرى أمام معابد الكرنك في العصور الفرعونية القديمة، وأن قدماء المصريين شيدوا حاجزا حجريا ضخما لحماية تلك المعابد من خطر الفيضان.
جاء ذلك في الرسالة التي حصل بها الباحث الأثري منصور بريك رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطى على درجة الدكتوراة في الآثار المصرية القديمة، بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، والتوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة من المعهد العالي لحضارات الشرق الأدنى القديم في جامعة الزقازيق في موضوع عن معابد الكرنك بعنوان المنطقة أمام معابد الكرنك من العصور الفرعونية وحتى العصر البيزنطي أشرف على الرسالة الدكتور عبد لحليم نور الدين، والدكتور محمود عمر سليم.
وأوضحت الدراسة أن هذا الحاجز الذي يحيط بالكرنك من الشمال والغرب والجنوب، لم يعثر على مثيل له أمام المعابد الإلهية الأخرى في طيبة، وأنه يعكس عبقرية المعماري المصري القديم في محاولاته للحفاظ على هذا المجمع المقدس قديما، مع استخدام السد الأثري كموانئ لزيارة المعابد بعد أن زوده بسلالم للصعود مع عمل فتحات لربط السفن الآتية وعلى مستويات مختلفة طبقا لارتفاع مستوى فيضان نهر النيل.
وتمكّن الباحث من تغيير الفكر السائد عن المنطقة أمام معابد الكرنك حيث كان يعتقد أن الكرنك كان يتقدمه بحيرة صناعية وقناة تربطه بنهر النيل اعتمادا على المنظر المصور في مقبرة نفر حوتب رقم TT49 في البر الغربي على الرغم من أنه يصور الكرنك خلال عصر أمنحوتب الثالث ليؤكد أن نهر النيل كان يجرى أمام معابد الكرنك.
وأثبتت الدراسة الجيولوجية والجيومورفولوجية أن النيل غير مجراه إلى الغرب بداية من العصور المتأخرة مخلفا مساحة كبيرة من اليابسة تم استغلالها في العصرين البطلمي والروماني لتشييد العديد من المباني العامة والخاصة حيث تم الكشف عن مجموعة من الحمامات الرومانية تظهر للمرة الأولى في طيبة لتضيف معلما جديدا لآثار الأقصر، وأن معابد الكرنك ظلت لها المكانة الدينية العظيمة خلال هذين العصرين وامتدت المساكن حول وأمام المعبد، وأصبحت المنطقة أمام المعابد كميدان عام بها الحمامات والمحلات والورش الصناعية .