بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس

أكد بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، الجمعة، قناعته الراسخة بأن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام والأخوة الإنسانية.وقال البابا فرنسيس، الذي استهل زيارة تاريخية إلى العراق، "علينا أن نتطلع إلى ما يوحدنا، عوض ما يؤدي إلى انقسامنا".واقتبس البابا فرنسيس، في خطابه، عبارات من وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعت خلال زيارته لدولة الإمارات، في فبراير 2019.وأشار بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى سياق الزيارة، وظروف وباء كورونا، قائلا إن هذه الأزمة تدعو إلى القلق، لكنها تدفع أيضا إلى التفكير في نمط الحياة وفي الوجود.

وحث البابا فرنسيس، في كلمته ببغداد، على توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد بطريقة عادلة. وتحدث بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن العنف والأزمات التي شهدها العالم، خلال العقود الماضية، قائلا إن الأصولية التي لا تقبل العيش المشترك جلبت الموت والدمار وأنقاضا ظاهرة للعيان.وتطرق البابا فرنسيس إلى ما تعرض له الإيزيديون في العراق على يد تنظيم داعش الإرهابى، واصفا ما لحق بهم بالهمجية المتهورة وانعدام الإنسانية.ونبه البابا أيضا إلى تعريض هوية الإيزيديين للخطر، قائلا إن الاختلاف الثقافي والديني يجب أن يكون عونا ثمينا ومفيدا، وليس شيئا يتم السعي إلى التخلص منه.

وشدد على ضرورة القيام بعملية إعادة بناء فعالة ، من أجل تسليم عالم أكثر عدلا وأكثر إنسانية للأجيال القديمة.وأكد أن العدل واحترام القانون هما اللذان يحميان العيش المشترك، وهذا الأمر يتطلب جهدا والتزاما من الجميع، بحسب قوله. وأردف البابا فرنسيس أن الفاتيكان لا يكل في الدعوة إلى احترام الحقوق وحماية كل الجماعات الدينية في العالم، من أجل إشاعة السلام والوئام.ودعا البابا إلى التوقف عن ارتكاب الفظائع باسم الله، قائلا "كفى عنفا وتطرفا"، قائلا إن الله يدعو إلى المحبة وليس إلى التشريد والإرهاب.

وأبدى البابا فرنسيس شكره للمنظمات الإنسانية التي تعمل في إعادة الإعمار بالعراق، وتنشط لأجل مساعدة النازحين واللاجئين.يرتقب أن تكون زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرانسيس، يوم السبت، إلى محافظة ذي قار جنوب شرقي العراق، وتحديدا مدينة أور الأثرية التاريخية، واحدة من أبرز محطات برنامج الزيارة، نظرا إلى رمزية المكان.وسيقوم البابا فرانسيس بزيارة مدينة أور الأثرية، في اليوم الثاني من زيارته التاريخية إلى العراق.ويتجه البابا إلى إقامة صلاة الأديان "من أجل أبناء وبنات إبراهيم"، وبمشاركة أتباع مختلف الديانات والطوائف العراقية، تأكيدا على قيم السلام والتعايش والتسامح والأخوة الإنسانية، لا سيما أن تلك الصلاة، وما ستحمله من معان ورسالات، تتم في مهد الديانة الإبراهيمية.

وتعد أور، بحسب مختلف الديانات السماوية، مسقط رأس النبي إبراهيم، وهو بمثابة الأب الروحي لتلك الديانات التوحيدية .واكتملت التحضيرات والترميمات والاستعدادات، الخدمية واللوجستية في الموقع الأثري في أور، كي يكون الاستقبال لائقا بالحبر الأعظم .

في هذا السياق، يقول المتحدث بإسم الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية، حاكم الشمري، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "كوزارة ثقافة، وتحديدا كهيئة عامة للآثار والتراث، أعددنا خطة عمل متكاملة، لمواكبة مختلف محطات زيارة قداسة البابا، ذات الصلة بنا، في بغداد وأور والموصل”.ويتابع "ففي أور، أنهينا كافة الاستعدادات والأعمال التحضيرية، وبالتنسيق مع محافظة ذي قار، من تنظيف وترميم وتزيين، وتمديد لشبكات الكهرباء والهاتف والإنترنت، وغيرها من تفاصيل خدمية ولوجستية، ووضع اللمسات الأخيرة على موقع، ومنصة حفل الاستقبال، في سياق الاعداد المتكامل، لتوفير مختلف وسائل الاتصال والتواصل، خاصة أن الزيارة تحظى بتغطية مئات وسائل الإعلام، ووكالات الأنباء العراقية والعربية والدولية”.ويقول "قامت الشركة العامة لتوزيع كهرباء الجنوب - فرع توزيع كهرباء ذي قار ، بإنجاز أعمال إيصال التيار الكهربائي والإنارة، ونصب مولدات الكهرباء المغذية في الموقع".

موازاة مع ذلك، قامت هيئة الاتصالات والإعلام في المحافظة، بنصب أبراج الإنترنت والهاتف، وقامت مديرية الطرق والجسور، بتعبيد الطريق المؤدية إلى مدينة أور الأثرية، من مركز المحافظة حتى أور والطرق المحيطة بالمدينة القديمة.ونصبت شركة نفط ذي قار، منصة خطاب البابا فرانسيس، أما بلدية ذي قار فقد نظمت حملة واسعة لتنظيف المدينة الأثرية والمناطق المجاورة لها وتزيينها، ما يعني أننا قمنا بعمل جماعي جبار، وفي وقت قياسي للاعداد الجيد لاستقبال ضيفنا الكبير”.ويردف "وقد شكلت الهيئة العامة للآثار والتراث، لجنة أو خلية متابعة واشراف، لغرض مواكبة الفعاليات التي ستقام في أور بمناسبة زيارة البابا يوم غد السبت ".

وقد يهمك أيضًا :

العنف ضد المرأة يتصاعد في العراق ويُثير غضب الرأي العام

تحدى جديد للتبرّع لمواجهة ظاهرة العنف ضد المرأة خلال الحجر المنزلى