ريتشارد دارت مع روب ليخ (اليسار)   لندن ـ سليم كرم   حكى المخرج السينمائي روب ليتش كيف تَحَوَّل أخوه ريتشارد دارت إلى متطرف إسلامي، حيث كان ريتشارد دارت قد خطّط لشن هجوم على جنود بريطانيين في بلدة وتون باسيت شمال انكلترا بعد اعتناقه الإسلام. وقال ليتش إن زوجة ريتشارد أنجبت له طفلة قبل ثلاثة أشهر تقريباً من سجنه لمدة ستة أعوام بتهمة التورط في أنشطة إرهابية.
 وكشف ليتش كيف أن أخاه، دارت، أقنعه بأنه تخلى عن الفكر الإرهابي، ولكنه سقط في أيدى السلطات بتهمة التضامن مع حركة طالبان واغتيال عملاء تجسس بريطانيين.

   وقال ليتش ،في مقال له في صحيفة ذي تايمز، إنه أثناء فترة اعتقال ريتشارد وقبل محاكمته أنجبت زوجته الجديدة طفلة. وأكد أن الطفلة تتمتع حالياً بصحة جيدة إلا أن مستقبلها ينتظره العديد من الاحتمالات، حيث أنها ستكون بحاجة إلى أب وشخص ما كي يرشدها في حياتها. وأعرب عن أمله أن تكون هذه الطفلة الصغيرة هي الشغل الشاغل لريتشارد عندما يخرج من السجن.
   وكان ليتش قد أعد فيلما وثائقيا بعنوان (أخى الإسلامي) تناول فيه كيفية تحول أخيه غير الشقيق ريتشارد دارت البالغ من العمر 30 عاما ، من شاب غربي كان يعمل حارساً في "بي بي سي" إلى شاب إسلامي متشدد يجوب شوارع لندن وهو يحذر الناس من "جهنم".
   وأمضى ليتش وقتا مع أخيه وزملائه ممن يطلق عليهم اسم الجهاديين الذين كانوا يتحدثون باستمرار عن تشوقهم للذهاب إلى أفغانستان ومحارب القوات الغربية هناك. وكتب ليتش يقول أنهم كانوا دائما ما يرددون تلك الرغبة طوال الوقت، لقد كانوا يتطلعون إلى الجهاد والاستشهاد.
   إلا أنه وبعد عرض هذا الفيلم في عام 2011 ، اعتقد ليتش أن أخاه دارت الذي علمه عندما كان مراهقا التدخين وكان يختار له ما يرتديه من ملابسه كي يكون شابا "كول"، قد تخلى عن أفكار العنف.
   وعندما التقيا سوياً كان دارت يتحدث عن خطته في عمل مشروع تجاري لبيع معجون خاص إلى المسلمين يستخدم لطرد الأرواح الشريرة.
   وعندما قامت الشرطة باعتقال ريتشارد دارت اعتقد ليتش أن الشرطة ألقت القبض عليه بالخطأ ولكنها عرف فيما بعد أن أخيه كان يخدعه.

   وخلال شهر آذار/مارس الماضي صدر الحكم بإدانة دارت بالتآمر مع اثنين من المتشددين الإسلاميين لمهاجمة جنود بريطانيين في ووتون باسيت واستهداف قيادات جهازي الاستخبارات البريطانية إم آي 5 ، إم آي 6 .
   وكتب ليتش في الصحيفة يقول إنه عندما رأى شقيقه في قفص الاتهام في محكمة أولد بيلي الجنائية امتلكته فجأة ضحكة ساخرة عميقة في اللحظة التي كان يحاول خلالها التغلب على مشاعره.
   وعندما التقت عيناه بعين شقيقه تذكر أيام الطفولة عندما كان طفلاً شقياً يثير دائماً غضب المُعلّمة.
   وعندما صدر الحكم خلال الشهر الماضي رفض دارت الوقوف داخل قفص الاتهام وقال مخاطباً القاضي "إن الحكم لله وحده".
   يذكر أن الحكم صدر أيضاً بسجن كل من جاهنجير الوم (26 عاماً) الذي كان يعمل سابقاً في شرطة ميتروبوليتان والعاطل عمران محمود (22 عاماً)، بتهمة التخطيط لشن هجمات إرهابية.