الأقصر ـ محمد العديسي قال المدير العام لآثار الأقصر الدكتور منصور بريك إن المصريين القدماء عرفوا فنون التمثيل قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام, وأن عشرات الشواهد التاريخية في أبيدوس والأقصر وإدفو تدل على ذلك.وأكد بريك، على هامش حفل ختام مهرجان السينما الأفريقية الذي أقيم في معبد هابو غرب الأقصر "أن المصريين القدماء عرفوا نوعين من الدراما هما "الحفلات الطقسية" و"الدراما الدينية" وكانت الحفلات الطقسية يقيمها الكهنة في المعابد.
وأضاف أن كهنة مصر القديمة أنشأوا مدارس لتعليم الرقص تابعة للمعابد, وأن الرقص عند قدماء المصريين كان يوظف دراميا, وهو أمر سبقت به مصر دول العالم في هذا المجال.
وذكر بريك أن الخلفية التاريخية لظهور المسرح في مصر القديمة كان في معبد أوزوريس, وأن أحداث أول عمل مسرحي في مصر الفرعونية كانت عن مقتل وعودة أوزيريس إلى الحياة.
وأشار إلى أن "مصر ارتبطت بأفريقيا تاريخيا وحضاريا منذ آلاف السنين فقد جاء النيل إلى مصر من قلب القارة السمراء حاملا معه مفردات الحياة التي تتمثل في المياه والطمي, والذي على أساسهما قامت الحضارة المصرية القديمة حتى يمكن القول إن المصريين هم نبت هذا النيل العظيم وحملت مصر آنذاك مشعل الحضارة إلى الأرض السمراء مع التجار في فجر التاريخ المكتوب".
وأردف بريك أن مصر أقامت علاقات تجارية وثقافية ودبلوماسية في مناطق متعددة من ممالك القارة الإفريقية وقد تأكد هذا الأثر مرارا على محور البحر الأحمر منذ رحلات الفراعنة إلى بلاد بونت.
وأوضح أن تأثير حضارة مصر القديمة امتد إلى معظم القارة الأفريقية خارج حوض النيل, على ثلاثة محاور هي "محور النيل" ثم "أودية الصحراء الشرقية" و"طرق قوافل الصحراء الغربية".
كما وصل الإشعاع الحضاري المصري إلى محور الصحراء الكبرى, حيث وجدت أدلة على المؤثرات الحضارية المادية والثقافية بين القبائل النيلوتية في أعالي النيل وبين بعض قبائل نيجيريا وغرب أفريقيا.
وقال بريك إنه "يكفي تعبيرا عن هذا الأثر أن كل مستكشفي شمال القارة من الأوروبيين في القرنين أو الثلاثة قرون الماضية سجلوا دهشتهم لأنهم وجدوا ذكر مصر وهيبتها في كل مكان وصلوا إليه في تلك الأعماق الأفريقية".