دمشق - جورج الشامي في ظل الأزمة القائمة في سورية، فقد باتت المواصلات بين المناطق الريفية تشكل قضية شائكة جداً بالنسبة لسكانها الذين يعملون داخل المدينة، إضافة إلى بعد المسافة، وبات الوقت الذي يستغرقه وصول أهالي الريف إلى أعمالهم في المدينة مضاعفاً مرات عدة ما يضطرهم للركوب في أكثر من وسيلة، إضافة إلى نقص أعداد "التاكسي" العاملة التي لا تغطي نسبة السكان المتزايدة في كثير من المناطق، فضلاً عن انتشار الحواجز بشكل كبير...
وحول هذا الموضوع نقلت صحيفة محلية عن عدد من المواطنين في أشرفية صحنايا (ريف دمشق) معاناتهم فقالوا : "نضطر أحياناً للانتظار أكثر من ساعتين للحصول على مقعد فارغ في أحد سيارات الاجرة المنطلقة للوصول إلى أعمالنا، هذا في حال كان الطريق سالكاً، وليس مغلقاً لضرورات أمنية فحركة النزوح من كافة المحافظات والمناطق المحيطة إلى منطقتنا يؤدي إلى زيادة الازدحام بشكل كبير، ومن جهة أخرى عبر سامح نصر عن استيائه لقلة عدد سيارات الاجرة في بعض المناطق، والاضطرار لركوب أكثر من وسيلة للوصول إلى المنطقة المنشودة والمعاناة بالحصول على وسيلة بأوقات الذروة التي شملت كافة ساعات اليوم، فلم تعد عبارة وقت الذروة في ساعة محددة إنما باتت هناك ساعة ميتة وتتزايد المشكلة صعوبة مع عدم الاكتراث بشكاوى المواطنين.
ويعاني معظم مستخدمي الباصات والسرفيسات من الهدر الكبير للوقت، حيث يحتاج الراكب أكثر من ضعفي الوقت للوصول للمكان الذي يريد، فمثلاً المسافة التي يقطعها الباص بـ 40 دقيقة في وسائل أخرى لا تستدعي أكثر من نصف الوقت أو أقل على حد قول رامي غنام، وأيدت أم محمد كلام من سبقها وأشارت لمشكلة الوقت والأجرة بقولها: "أنا عاملة في إحدى الشركات الخاصة وأستقل كل يوم أربعة باصات ذهاباً وإياباً، وخاصة في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلد في هذه الفترة، وإذا لم يتوفر باص أضطر لركوب تكسي وأخضع للاستغلال وطلب الأجرة المضاعفة .
وعن معاناة أصحاب السرفيسات تحدث السائق رياض الذي يعمل على خط صحنايا قائلاً: تنحصر ساعات الازدحام ما بين الساعة التاسعة صباحاً إلى الرابعة مساء، وذلك بسبب نهاية الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية إضافة إلى إغلاق العديد من الطرقات، فقد كانت الرحلة الواحدة سابقاً تستغرق معنا حوالي 20 دقيقة، أما الآن فإنها تستغرق قرابة الساعتين، وهذا ما يشكل عبئاً ثقيلاً علينا، إضافة إلى صعوبة الحصول على مادة المازوت، والتي أدت إلى إخراج الكثير من السرافيس العاملة على الخط علماً بأن خطنا في السابق كان مزدهراً ولكن نتيجة للأوضاع الصعبة وأزمة المازوت خرجت الكثير من السرافيس من الخدمة.
ومن جهة أخرى بات الازدحام على الكازيات العامة والخاصة(محطات الوقود) أمراً مألوفاً وخصوصاً أن القسم الأكبر من المادة يذهب للتجار الذين يبيعون لتر المازوت بسعر مضاعف قد يصل إلى 100 ليرة سورية.. والمعاناة نفسها تتكرر من منطقة لأخرى على الرغم من اختلاف طبيعة المناطق، والمسافة التي تقطعها السرفيسات، على الجانب المقابل يعيش المواطنون أيضاً معاناة مزدوجة سواء في صعوبة الحصول على مقعد شاغر في إحدى وسائل النقل أو من خلال الوقت الذي يستغرقه وصولهم إلى المكان الذي يريدونه، هذا عدا عن امتناع أصحاب السرافيس عن العمل لأسباب مختلفة، وتعاقد بعضهم مع المدارس والموظفين.
 وفي ذلك قال لنا حسان عبود الذي انتظر طويلاً قدوم سرفيس صحنايا: معاناتنا تأتي من عدم التزام السائقين بالخط وبالتسعيرة أيضاً، فهم يقومون بتغيير خطهم بسبب الأحداث التي تشهدها بلدنا وذلك من خلال العمل ضمن المنطقة فقط وعدم الوصول إلى نهاية الخط في نهر عيشة فأغلبهم يقومون بإيصال الركاب إلى منتصف المسافة فقط، وأحياناً يأخذون التسعيرة وفق مزاجهم ويبررون ذلك بسبب نقص المازوت، إضافة إلى معاناتهم في الوقوف في زحمة الحواجز
شملت معاناة المواطنين جميع الفئات سواء أكانوا موظفين في القطاع العام أو الخاص خصوصاً بعد إلغاء المبيت ووسائل النقل للعاملين في عدد كبير من مؤسسات الدولة، كما تعدتها لتصل إلى طلاب الجامعات والمدارس، إذ اضطر عدد كبير من طلاب الجامعات للتغيب عن امتحاناتهم في الشهر الفائت بسبب تعذر وصولهم في الوقت المحدد نظراً للازدحام.
 كما عانى الطلاب في العام الدراسي الماضي من صعوبة الوصول إلى جامعاتهم في الوقت المحدد لحضور المحاضرات للسبب نفسه، فهل سيتكرر سيناريو المعاناة خلال العام الدراسي القادم أم ستكون هناك انفراجات حقيقية في هذا المجال ..