بيروت - رياض شومان تواصل الهيئات الاقتصادية استعداداتها لتنفيذ قرار الاقفال العام يوم الاربعاء المقبل في الرابع من أيلول/سبتمبر، ما لم يتمّ تشكيل حكومة جديدة في لبنان تعمل على معالجة الازمة الاقتصادية التي تهدد بكارثة اجتماعية كبيرة.وأشار رئيس الهيئات الاقتصادية وزير الاقتصاد السابق عدنان القصار في هذا المجال الى أن "لجوء الهيئات الى هذا الخيار الصعب، جاء بعد سلسلة تحذيرات، الى المسؤولين السياسيين والقيادات السياسية، بوجوب الإقلاع عن الخطاب السياسي التوتيري، وبعد صرخات متتالية أطلقتها الهيئات في أكثر من مناسبة كان آخرها عبر اللقاء الموسع الذي عقد في البيان قبل حوالى الشهرين، ولكن للأسف لم تلقَ كل هذه النداءات الصدى المطلوب، حتى وصلت البلاد ووصل الاقتصاد الى ما نحن عليه اليوم".
وقال: "ان الهيئات الاقتصادية ليست من دعاة التعطيل ولا من هواة الإضرابات، ولكن تحركنا اليوم نابع من وجعنا على ما آل اليه الوضع العام والوضع الاقتصادي، ومن حرص على اللبنانيين ولا سيما الشباب اللبناني الذي لا نريد ان نخسر المزيد من طاقاته في ظل تزايد هجرة الأدمغة اللبنانية الى الخارج".
وأمل القصار في هذا المجال، ان "يلقى نداء الهيئات وصرختها التحذيرية الأخيرة تجاوب القوى السياسية، بما يدفعها الى تغليب المصلحة الوطنية وحضها على تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن تضع في سلم أولوياتها معالجة الوضعين الأمني والاقتصادي، بما يسمح في رفع العبء الثقيل عن الاقتصاد اللبناني، وإيقاف النزيف الذي تعانيه المؤسسات التجارية، وإعادة بالتالي دوران العجلة الاقتصادية".
في المجال ذاته، أجرى القصار اتصالا هاتفيا برئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، حيث وضعه في "صورة التحرك الذي تعتزم الهيئات الاقتصادية تنفيذه في المرحلة المقبلة، وجرى التأكيد على أهمية التنسيق بين الجانبين، وعلى عمق التعاون القائم والمستمر بين طرفي الإنتاج". كذلك اتفق القصار وغصن على "أهمية بذل كل الجهود من اجل إنقاذ وحماية الاقتصاد"، معتبرين ان "العمال وأصحاب العمل في خندق واحد للوصول الى شاطئ الأمان".
وسيجري القصار في الأيام القليلة المقبلة المزيد من الاتصالات بباقي الأطراف المعنية بمن في ذلك هيئة التنسيق النقابية، من اجل بلورة المزيد من الأفكار ووضع خارطة طريق تكون بمثابة الإطار الفعلي لتحركات الهيئات المقبلة.
اما رئيس الإتحاد العمالي العام غسان غصن الذي كان تشاور مع القصار في الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية، فقد أكد ان "صرخة الهيئات الإقتصادية الأخيرة تترافق مع صرخة الإتحاد وتواكب صرخة المواطنين جميعاً"، لافتاً إلى أن "لبنان يصرخ اليوم بكل مكوّناته الإجتماعية، بدءاً من العامل وصولاً إلى المسؤولين الذين على الأقل وحّدوا كلمتهم أخيراً في اتجاه تشكيل حكومة على مستوى المرحلة".
وقال غصن في تصريح الاربعاء حول موقف الإتحاد العمالي من تحرك الهيئات  الاقتصادية "التحرك المقرر يطلق صرخة نتيحة ما وصلت إليه الأمور في البلد، خصوصاً أننا قاب قوسين من انفجار بركان على الصعد كافة، وسبق وحذرنا كإتحاد، أن الأزمة ستهدّد كيان لبنان، ووصلنا اليوم إلى هذا الوضع".
وسأل ما هو أفظع من مشهد انفجارات الرويس وطرابلس ليحذر المسؤولين؟ وماذا ينتظر المسؤولون أكثر من ذلك لكي يسارعوا إلى التحرّك لحل الوضع القائم الذي لا يعالج في اعتقادنا، إلا بتشكيل حكومة استثنائية؟ وقال: "لا يمكن لأي حل عادي أن يمرّ لتقطيع المرحلة. فنحن في وضع استثنائي قد تكون المنطقة كلها في حال استثنائية".
واضاف "في ظل هذا الجوّ، نتمنى أن يسبق هذا التحرك تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على التصدّي للمشكلات والصعوبات من أجل تخطي الأزمة التي تهدّد الكيان اللبناني، وطناً وشعباً. موقف الإتحاد هذا سباق في الصرخة، وإذا جاءت الهيئات لتعبّر في الجهة المقابلة عن هذه الصرخة".
 وختم غصن بالقول: أن "المطلوب هو تشكيل حكومة على مستوى المرحلة، قادرة على المعالجة وتحمّل هذا العبء الثقيل، ولذلك نجد ضرورة في التعجيل في هذا الأمر بعيداً من تصفية الحسابات لأن الوقت غير مناسب لذلك ولا لرهن مصير شعبنا بالآخرين".