غزة – محمد حبيب لجأ عدد من سائقي سيارات الأجرة في قطاع غزة للاستعاضة بغاز الطهي لتسيير مركباتهم، في محاولة منهم للتغلب على أزمة نقص المحروقات، التي يعاني منها القطاع، بفعل إغلاق وتدمير الجيش المصري للأنفاق الحدودية. وتعد هذه المهنة مصدر رزق وعيش للذين فقدوا أعمالهم داخل الأراضي، أو حتى الفاقدين لأعمالهم نتيجة الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من سبعة أعوام.
محمد الدريملي، صاحب سيارة أجرة، واحد من أولئك الذين استبدلوا تشغيل سياراتهم بغاز الطهي بدلاً عن البنزين، يقول "إنّ ما دفعه لتحويل إلى نظام غاز الطهي، هو فقدان البنزين المصري، وغلاء البنزين الإسرائيلي"، وأضاف "أقوم بتوصيل طلبة المدارس والموظفين يوميًا، وإذا لم أتحصل على الوقود، فإني سأضطر حينها للجلوس في البيت دون عمل"، مشيرًا إلى أنه كان يقضي الساعات الطوال في محطات الوقود لتعئبة سيارته بالبنزين، وإن سمح له بالتعئبة عندما يحالفه الحظ، فإن عامل المحطة يقوم بتعئبة 20 لترًا إلى 30 فقط.
وفي سياق متصل، شوهد قيام صاحب أحد محلات الخياطة وسط مدينة غزة بتحويل المولد الكهربائي كي يعمل بغاز الطهي بدلاً عن البنزين.
ويقول محمد صاحب المحل "إن جرة الغاز تكفيني للعمل 20 ساعة، في المقابل حين توفر البنزين الإسرائيلي يعمل المولد بمعدل 3 ساعات وتكلفني 40 شيكل"، لافتًا إلى أنه قام بشراء اسطوانة غاز جديدة، لتشغيل المولد، مُبديًا في الوقت ذاته خشيته من انقطاع غاز الطهي إذا استمرت الأزمة.
يشار إلى أن أسطوانة الغاز تعتبر أفضل من البنزين من جهة توفرها، لكنها في الوقت ذاته مرتفعة الثمن، إذ يصل سعرها إلى 60 شيكل، وبعض الأحيان إلى 65 شيكل، ما يعادل 25 دولارًا، وتحقق ربحًا أقل من تعبئة السيارة بالبنزين المصري.
من جهته، يقول أبو حلمي الحتو، صاحب ورشة مختصة لتحويل خزانات السيارات للعمل بنظام غاز الطهي، أن "أسطوانة الغاز، زنة 12 كيلو غرامًا، يمكنها تشغيل السيارة من 100 كيلومترًا إلى 120 كيلومترًا"، لافتًا إلى أن "تكلفة تركيب جهاز الغاز تصل إلى 500 شيكل، منها 70 شيكل للعامل الفني.
ويوضح الحتو أن "نظام غاز الطهي لا يكون إلا للسيارات التي تسير على البنزين، نظرًا لعدم توفره في المحطات"، مشيرًا إلى أن لتر البنزين الإسرائيلي يصل سعره لـ 8 شيكل، إضافة لفقدان البنزين المصري في المحطات نهائيًا، لسبب الأزمة المصرية، خلال الفترة الأخيرة.
يشار إلى أن السيارات التي تعمل على غاز الطهي مساعدة للبيئة أكثر من غيرها، كما أن الأدخنة المصاحبة أقل بكثير، ولكن هناك مشكلة قد تحدثها السيارات التي أصبحت تعمل بالغاز، وهي إمكان إحداث أزمة في غاز الطهي في المنازل، حال زيادة الطلب عليه، كما كان عليه الحال خلال الحصار.
وكان وزير الاقتصاد الفلسطيني علاء الرفاتي قد أكد، في تصريحات صحافية، أن ارتفاعًا ملحوظًا سيطرأ على أسعار مشتقات الوقود في قطاع غزة خلال الشهر الجاري، وأضاف "إن الوقود المستورد من الخارج للقطاع مرتبط بالأسعار العالمية، وارتفاعها يعني رفعها بالنسبة للمستورد والمستهلك"، لافتًا إلى أن وزارته تقوم بدراسة أسعار الوقود ومشتقاته بصورة دورية كل شهر، لتحديد سعره وفقًا للأسعار العالمية المطروحة.