لندن - رانيا سجعان حقق العلماء البريطانيون قفزة كبيرة  في الجهود الرامية إلى علاج العمى، حيث استطاعوا زراعة جزء من العين في المختبر ومطابقته على الخلايا الحساسة للضوء التي هي المفتاح الرؤية. وتم حقن هذه الخلايا على فأر التجارب، واتضح أنها تنمو بشكل طبيعي، وحققت الاتصال المطلوب بين العين والمخ. ويُفترض أن أول حاله بشرية يتم علاجها في خمس سنوات على الأقل، مما يمهد الطريق للعلاج الذي يمكن أن يعيد البصر إلى الملايين.
وقال الباحث البروفيسور روبن علي "إنه حتى لو تم زراعة عدد صغير من الخلايا إلا أنه يمكن أن يكون له تأثير كبير على نوعية الحياة، وأولئك الذين يمكن أن يستفيدوا سواء من الرجال أو السيدات الذين لديهم ضمور بقعي مرتبط بأعمارهم، وهو من الأسباب الشائعة للعمى لدى كبار السن، وهو ما يمكن أن يؤثّر على أكثر من 6 مليون بريطاني، ومن المتوقع زيادة ذلك العدد في الخمسة والعشرين عامًا المقبلة، فهناك عدد قليل من العلاج لهذه الحالة التي لا شفاء منها".
ويحاول الباحثون في جامعة لندن استبدال الخلايا التالفة في شبكية العين بالفيلم الحساس المضيء في الجزء الخلفي من العين، في العام الماضي قاموا باستخدام خلايا الفئران الصغيرة مع الحيوانات البالغة، وكانت النتائج مذهلة، حيث استطاعت الحيوانات التي تم علاجها أن تجد طريقها بسرعة في الخروج من حمام سباحة مصغر في الضوء الخافت، بينما ظل غير المعالج في السباحة باستمرار من دون خروج.
وأخذ العلماء الخلايا الجذعية الجنينية القادره على التحول إلى خلايا أخرى، ويتم توظيفها على نطاق واسع في إصلاح الجسم، ويتم استخدام مزيج من المواد الغذائيه لتحويلهم لشبكية العين، ثم مطابقتها على الخلايا الحساسة للضوء التي تلتقط الأضواء وترسلها للمخ، ومن ثم يقوم بتحويلها لصور، وفي النهاية، هم زرعوا شبكية في عيون الفئران.
وتم زراعة الشبكية في طبق من قبلُ، ولكن فريق العلماء هو أول من استطاع أن ينقلها بنجاح.
وقال دكتور روب باكيل من لجنة البحوث الطبية التي مولت فريق العمل "إن الدراسة خطوة مهمة على طريق تطوير العلاج بالخلايا على مجال واسع للمكفوفين".