الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق انتقد الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني) الزيارة الحالية لقيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة رئيسها مالك عقار والامين العام ياسر عرمان ومسؤول الشؤون الإنسانية فيليب نيرون إلى الولايات المتحدة الاميركية، وقال عضو القطاع السياسي الدكتور ربيع عبد العاطي أن الزيارة تأتي في إطار العلاقة المشبوهة بين الحركة التي تقود الصراع المسلح في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وبعض مجموعات الضغط في واشنطن .
وأضاف انه يستبعد ان تكون الزيارة لصالح مساعي حل الصراع وفك الارتباط بين الحركة الشعبية قطاع الشمال وجمهورية جنوب السودان، واشار في تصريحات لـ "العرب اليوم" إلى ان الحركة الشعبية تتحرك وفقا لرغبات حكومة الجنوب، وان الحديث عن فك الارتباط بين الحركة والجنوب في ظل مؤشرات كهذه يبدو امرا صعبا، متهما عقار بالتحدث بلغة دولة أجنبية، مؤكدًا أن الطريق الوحيد للدخول إلى السودان هو عبر الحوار الداخلي وليس عبر واشنطن.
وفي سؤال لـ "العرب اليوم" ان كانت الزيارة لصالح تقريب وجهات النظر بين الحكومة والحركة الشعبية اجاب عضو القطاع السياسي : لاعتقد ان الزيارة ستبحث الاسهام في حل الصراع في السودان، وهي ليست الأولى لقيادات الحركة إلى هناك، على العكس عقب كل زيارة نشهد تصعيدا في المواقف، فحل الصراع في السودان والذي تتحدث عنه الادارة الاميركية لا يتم عبر الازدواجية في المواقف والانحياز لطرف على حساب الاخر .
ونقل "العاطي" عن قيادات في الحركة الشعبية قطاع الشمال قولها ان لا مستقبل للسلام في السودان في ظل وجود حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة عمر البشير في السلطة.
وينتظر ان يجري وفد الحركة الذي وصل إلى واشنطن بدعوة من المبعوث الاميركي الخاص إلى السودان وجنوب السودان المنتهية فترة عمله نهاية هذا الشهر "بريستون ليمان"، اجتماعات مع وزارة الخارجية الأميركية، إلى جانب جهات متخصصة في الشؤون الإنسانية، وحقوق الإنسان واللاجئين وادارة افريقيا والسودان، ووتتركز هذه الاجتماعات على الوضع الإنساني في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان.
وتاتي هذه الزيارة في اعقاب توقيع بعض أحزاب المعارضة السودانية لماعرف بوثيقة الفجر الجديد في العاصمة الاوغندية كمبالا في المدة الاخيرة والتي تبنت اسقاط النظام الحاكم في السودان بقوة السلاح .
وفي تعليق له على زيارة وفد الحركة يقول الكاتب والمحلل السياسي سليمان صديق أن الولايات المتحدة مشغولة بمشاكلها الداخلية خاصة الاقتصادية، وفي ظل هذا الواقع ربما تنشط مجموعات الضغط في الابقاء علي مواقف واشنطن من قضايا السودان على حالها لكنها قطعا ستقدم لهؤلاء دعما سياسيا كما انها ستحث اخرين على ذلك.
كما ان الزيارة بحسب تصريحات " صديق" لـ "العرب اليوم"، ربما يكون القصد منها التسويق لوثيقة الفجر الجديد التي تأتي كمحاولة من الحركة لاستباق فك الارتباط بين حكومة الجنوب والحركة الشعبية قطاع الشمال، بالاضافة إلى ان ليمان بدعوته لقيادات الحركة لزيارة واشنطن، يسعي لتعريف قيادات الحركة باركان الادارة الاميركية وقادتها الجدد في المواقع الاستراتيجية والحساسة المرتبطة بما يدور في السودان وتساءل سليمان صديق في ختام تصريحاته عن المبرر في ان تدعم اوروبا الحكومة في مالي ضد المتمردين، وتدعم في الوقت نفسه المتمردين ضد الحكومة السودانية.