القاهرة ـ أكرم علي أكد مساعد رئيس المصري للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، عصام الحداد، أن "د.محمد مرسي أكد أنه لا يقبل أو يتغاضى عن أي تصريحات مهينة لأي مجموعة بسبب الدين أو العرق، وأكد احترامه للأديان السماوية الثلاث وأتباعها، وضرورة الاحتفاء بإنسانيتنا المشتركة وتقديسها"، وذلك على خلفية تصريحات سابقة للرئيس مرسي بشأن اليهود، وطلب واشنطن توضيحها.
وقال الحداد في بيان صحافي، "إنه في ضوء التصريحات الأخيرة للرئيس محمد مرسي، فإنه يؤكد على احترامه الثابت لجميع الأديان السماوية، وأن الإدارة المصرية تكرر تأكيد التزامها بدعم الحرية الدينية وتعزيز التسامح بين الأديان، وإن حرية الدين والمعتقد حق من حقوق الإنسان الأساسية المنصوص عليها في الدستور المصري الجديد، الذي تنص المادة (43) منه على أن حرية الاعتقاد مصونة، وأنه يجب على الدولة حماية هذا الحق"، مضيفًا "للمرة الأولى في تاريخ مصر، فإن الدستور الجديد يلزم الدولة بضمان حرية أتباع الديانات السماوية في إنشاء دور العبادة الخاصة بهم، وهو الأمر الذي يضع حدًا لعقود سابقة من الإجراءات الظالمة وغير القانونية من قبل رئيس الدولة".
وأوضح البيان ذاته، "أنه علاوة على ذلك، فالمادة (3) من الدستور الجديد تنص على ضمانات غير قابلة للمساس بها في حق المسيحيين واليهود في الرجوع إلى شرائعهم في الشؤون الدينية والشخصية، وذلك من باب الاحترام لجميع الأديان، وتعزيز التسامح بين الأديان، وأن الدستور المصري يحظر الحط من الرسل والأنبياء في كل الأديان، ويؤكد أن الرسل والأنبياء من المقدسات ويحظر على الناس المساس بها، وأن موقف الإدارة المصرية ضد العنصرية والعنف واضح جدًا، نحن نرفض كل أشكال التمييز والتحريض على العنف أو العداء على أساس الدين، ونحيي كل الجهود الدولية لتعزيز بيئة من التسامح بين الأديان والاحترام، والسلام، لذلك نشيد بقرار الأمم المتحدة رقم 16/18 ودعوة إسطنبول، كاثنين من المبادرات الدولية التي تسعى إلى مكافحة الكراهية الدينية والنظرة النمطية السلبية إلى الأفراد على أساس الدين أو المعتقد، وعلاوة على ذلك، فإننا نؤيد المبادرات الجادة التي ترعى الحوار بين الأديان والثقافات كوسيلة لبناء جسور التفاهم والاحترام المتبادلين بين الحضارات والثقافات".
وأشار بيان الحداد إلى أنه "في ما يتعلق ببعض التقارير الإعلامية، التي تشير إلى أن الرئيس المصري قد استخدم لغة التشهير والكراهية ضد اليهود قبل انتخابه رئيسًا، فإن الرئيس يؤمن بقوة أنه يجب علينا أن نحترم بعضنا البعض ونحتفي بإنسانيتنا المشتركة ونقدسها، وأنه لا يقبل أو يتغاضى عن أي تصريحات مهينة لأي مجموعة دينية أو عرقية، وخلال زيارته إلى نيويورك في أيلول/سبتمبر 2012، لإلقاء أول خطاب له في الأمم المتحدة، أصر الرئيس مرسي على تخصيص وقت للاجتماع مع قادة وزعماء يمثلون الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، للتأكيد على الحاجة إلى التسامح والتعاون بين جميع البشر، وبخاصة أتباع الديانات الإبراهيمية (السماوية)"، فيما ختم البيان بالتأكيد على أن "الرئيس مرسي يؤمن بأن استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية هو الشر الذي يجب أن يوضع حد له، وأن مرسي منذ انتخابه يؤكد بشكل مستمر على رغبته في رؤية السلام العادل والشامل، ويعمل بنشاط لتحقيق ذلك.
من جانبه، علق أستاذ العلوم السياسية عمار علي حسن لـ"العرب اليوم"، أن "مؤسسة الرئاسة تريد الاعتذار بشكل لائق وبشكل غير مباشر، وتريد التأكيد على أن مصر ترحب بالأديان السماوية الثلاثة، وأن تصريحات الرئيس مرسي كانت عن الإسرائيليين وقت العدوان على غزة، فهو يؤكد الآن أنه لن يهين اليهود، وإنما يهين الإسرائيليين بسبب عدوانهم، وهذا التوضيح التي طلبته الولايات المتحدة".
وكان الرئيس مرسي قد علق في فيديو عام 2010، أن الإسرائيليين مصاصين دماء، ووصف عدوانهم على فلسطين بالعدوان الغاشم والذي يجب أن ينتهي فورًا، فيما طالبته الخارجية الأميركية بتوضيح موقفه.