لندن ـ سليم كرم تلقي الصدامات المسلحة بين عناصر الجيش الحر والأكراد بظلالها على حالة من التوتر تسود العلاقة بين الأكراد وغيرهم من الطوائف السورية، منذ اندلاع ثورة سورية منذ ما يقترب من عامين، فقد بدأت المعركة بين الجانبين بخلاف بسيط بين أحد الثوار السوريين ومجموعة مسلحة من الأكراد، وكان الخلاف على إحدى نقاط التفتيش أعلى قمة جبلية تنازع عليها الفريقان، وكانت النتيجة أن تلقى أحد عناصر المقاومة السورية ضربة، دفعته إلى طلب العون من مجموعة مسلحة من الثوار، وبدأ تبادل إطلق النار بين الجانبين، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من الجانب السوري، وعدد من الأكراد، بالإضافة إلى عقد هدنة قضت بتسليم النقطة الحدودية الجبلية إلى السوريين، التابعين لـ"الجيش الحر".
تجدر الإشارة إلى أن أكراد سورية هم ثالث أكبر طائفة أو جماعة في سورية، حيث يبلغ عددهم 3 ملايين نسمة، من إجمالي عدد سكان سورية البالغ 23 مليونًا. وقد عانت هذه الطائفة إهمالاً شديدًا من جانب حكومة دمشق، حيث اعتبرتها أقلية لا ينبغي الاهتمام بها، وهم الآن في محاولة لاستعادة ما فاتهم، و يستعدون للعيش على أسس المساواة بين السوريين في أعقاب الثورة، إلا أنه فيما يبدو لم يتغيرالوضع كثيرًا بعد الثورة.
يستوطن الأكراد في شمال سورية المنطقة الجبلية، بالقرب من الحدود التركية السورية، وعاصمتهم غير الرسمية هي القامشلي، وأخيرًا نجح حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذي يعد أكبر مجموعة سياسية كردستانية، في الاستيلاء على بعض المناطق، وأقام عليها نقاط تفتيش، بالإضافة إلى رفع العلم المحظور للأكراد على بعض الأطلال البيزنطية القديمة، وأصبح للإقليم الكردي ملامح تميزه عن غيره، حيث المنازل الخرسانية، والقرى التي تمارس الزراعة على الطريقة الحديثة.
كان النظلم السوري قد سحب قواته من الشمال، تاركًا إقليم كردستان خاليًا من التواجد العسكري الرسمي، وكان هذا الانسحاب مدعاة لإثارة الفتنة بن السوريين الأكراد، أو بالأحرى بين "الجيش السوري الحر" و"حزب الاتحاد الديمقراطي"، حيث لم يشارك الأكراد في الثورة، مما دفع السوريين إلى تسميتهم بفلول النظام، بينما يعتبرهم الجهاديون دخلاء على سورية، وهو الواضح في الاشتباكات التي تنشب بين الجانبين، ومن بينها عدة حوادث صدام مسلح بين الجانبين في المناطق الحدودية.
على الجانب الآخر، يوقن الأكراد بأنهم وباقي السوريين إخوة في الوطن، وأنه لا ينبغي الاستمرار على نهج بشار، الذي كان يعاملهم بنوع من التمييز، و يرون أنه آن الأوان بعد الثورة أن تُزال الحواجز، التي وضعها النظام بين أبناء البلد الواحد.