لندن ـ سليم كرم شن رئيس الكنيسة الكاثوليكية في إنكلترا وويلز أعنف هجوم له حتى الآن على خطط الحكومة البريطانية الرامية إلى الموافقة على زواج المثليين ووصفها بأنها "فوضوية ومخلة بالنظام"، كما حمل بشدة على رئيس الوزراء البريطاني ووصفه بأنه "صاحب تفكير ضحل وسطحي"، وفي أكثر التصريحات المثيرة للخلاف الصادرة عن رجال الدين في بريطانيا وأمام حشد في يوم الكريسماس، شكك رئيس أساقفة ويستمنستر فينسنت نيكولز في المصداقية الديمقراطية لمثل هذه الخطط التي يمكن أن تسمح بإقامة الزفاف الأول بين اثنين من المثليين الشواذ في عام 2014، وعلى جانب آخر رفضت جماعات حقوق الشواذ هذه التصريحات كما دفعت تلك الجماعات بالبعض لمطالبة نيكولز بإعادة النظر في تصريحاته.
وقال نيكولز في مقابلة له مع شبكة الـ"بي بي سي "إن العملية في واقع الأمر تتسم بالفوضى حيث لا يوجد أي إعلان عنها في بيان رسمي لأي حزب ولا وجود لها في وثيقة حكومية لمناقشتها، ولا وجود لها في خطاب الملكة، ومع ذلك فإننا الآن على وشك إصدار تشريع مبدئي".
 وأضاف أيضًا "إنه ومن وجهة نظر ديمقراطية، فإن هذا يعد بمثابة فوضى وكارثة".
و من جانبها رفضت جماعات حقوق الشواذ هذه التصريحات كما دفعت تلك الجماعات بالبعض لمطالبة نيكولز بإعادة النظر في تصريحاته، هذا وقال الرئيس التنفيذي لـ"منظمة ستونوول" بن سومرسكيل "إنه من المؤسف جدًا أن يقوم أسقف "بتلطيخ" يوم ميلاد المسيح بمثل هذه الملاحظات "غير المتسامحة" عن الآخرين". كما زعم بأن استطلاعات الرأي تؤكد على تأييد أغلبية الرأي العام لزواج المثليين.
و أضاف "إن ما جاء في إنجيل لوقا يذكرنا بأن يوم الكريسماس هو يوم سلام ويوم الوداد للجميع".
و تابع قائلاً "الأسقف نيكولز قد يكون بحاجة إلى بعض الوقت لدراسة الإنجيل".
وكانت الحكومة البريطانية أعلنت أنها لن تجبر أي جماعة أو طائفة دينية على أداء مراسم زواج المثليين دون إرادتها، وكانت كلا من كنيسة انكلترا وكنيسة ويلز قد علمتا على نحو مفاجئ في مطلع هذا الشهر بأنه محظور عليهما القيام بتزويج الشواذ المثليين، وهي خطوة دفعت بالكنيسة إلى انتقاد الحكومة بسبب فشلها في استشارتها من قبل وعلى نحو لائق.
وقد حمل نيكولز بشدة على ديفيد كاميرون واتهمه بالتسرع في تشريع هذا الزواج دون تفويض ووصف هذا التصرف منه بأنه مشين إلى حد ما، كما هاجم تبرير كاميرون للزواج المثلي وقوله "إن كل ما يحتاجه الزواج هو الحب والالتزام"
و أردف  نيكولز "إن هذا التبرير ينم عن تفكير سطحي لأنه من العار ألا تولي الحكومة مثل هذه الأمور المزيد والمزيد من التفكير والإمعان".
واعترف أسقف دورهام جوستن ويلبي  بأن العلاقة بين الدين والجمهور غالبًا ما يشوبها الصراع والتضارب إلا أنه أكد على الدور القيم الذي تلعبه الكنيسة، وقال "إن هناك اختلافات عميقة في الرأي بشأن طبيعة الحقيقة المسيحية ومكانتها في المجتمع و عن حقها في الدفاع عن القيم الأخلاقية بخصوص الزواج وبشأن طبيعة العلاقات البشرية و دور كل منا تجاه الآخر".
وأشار أيضا إلى "إنه وعلى الرغم من تناقص عدد المؤمنين بالمسيحية في بريطانيا حيث تقول آخر الإحصاءات بأنهم يشكلون نسبة 59 بالمائة في المجتمع إلا أن ذلك لا يعني نهايتها".
أما الذي سيخلف ويلبي في رئاسة كنيسة دورهام رومان ويليامز فقد أعرب عن تفائله عن وضع ومستقبل المسيحية في بريطانيا على الرغم من تناقص المؤمنين بالمسيحية بنسبة 12 % خلال العشر سنوات الماضية. وقال "إن ما يقرب من ثلاثة أرباع الجمهور لازالوا يتمسكون بعقيدة دينية ما".
و أضاف" الآن الإحصاءات لا يمكن أن توضح لنا فكرة الدين في أذهان هؤلاء غير المتدينين.