صنعاء ـ علي ربيع أكدت مصادر قبلية يمنية لـ"العرب اليوم" تجدد المواجهات، الخميس، بين قوات الجيش اليمني والمسلحين القبليين في محافظة مأرب (شرق صنعاء) الذين تتهمهم السلطات بتفجير أنبوب تصدير النفط ومنع الفرق الهندسية من إصلاحه، وقالت المصادر، إن قوات الجيش المتمركزة في منطقة وادي حباب في صرواح، التابعة لمحافظة مأرب، استأنفت، الخميس، قصف المناطق القبلية التي يتمركز فيها المسلحون، مستخدمة المدفعية وصواريخ الكاتيوشا، فيما لم تؤكد أي معلومات، بشأن سقوط قتلى أو مصابين.
وكانت هذه المواجهات، قد توقفت الثلاثاء، إثر وساطة قبلية، حيث سقط خلالها نحو 31 قتيلاً وجريحًا، بينهم جنديان على الأقل، لقيا حتفهما فيما أصيب نحو 10 آخرين، في المواجهات التي كان الجيش استهدف خلالها مناطق المسلحين بالقصف الصاروخي والمدفعي، وشن هجمات بالطيران الحربي، في إطار حملة عسكرية واسعة، لملاحقة المشتبهين في تفجير أنبوب تصدير النفط، الذي تعرض للتفجير في الشهرين الأخيرين نحو 11 مرة، ما أدى إلى توقف إنتاج خام مأرب الخفيف، الذي يساهم بنصف عائدات اليمن من إنتاج النفط.
على صعيد منفصل، أكدت مصادر عسكرية رفيعة لـ"العرب اليوم" تلقي الضباط اليمنيين في الجيش وأجهزة المخابرات والشرطة تعليمات احترازية، تتوخى الحد من تصاعد موجة الاغتيالات التي طالتهم في الفترة الأخيرة، على يد مجهولين، يعتقد أنهم من تنظيم "القاعدة"، وقالت المصادر إن هذه التعليمات تضمنت ارتداء الملابس المدنية، وعدم ارتداء الرتب العسكرية في حالة لبس الزي العسكري، إلى جانب ارتداء الدروع الواقية من الرصاص، وعدم ارتياد الأماكن المزدحمة، أو الخروج ليلاً دون احتياطات أمنية كافية.
في السياق نفسه، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، الخميس، تشييع جنازة قائد محور ثمود العسكري (شرق اليمن) العميد فضل الردفاني، وأحد المقربين من وزير الدفاع اليمني، والذي كان قد اغتيل، الثلاثاء، مجهولون يعتقد أنهم من تنظيم "القاعدة" بالقرب من مقر وزارة الدفاع وسط صنعاء، في حين كشفت مصادر عسكرية  مطلعة في  الجيش اليمني لـ"العرب اليوم" أن الردفاني كان متواجدًا في صنعاء قبل أن يتم اغتياله، بناء على دعوة من وزير الدفاع ليعرض عليه تولي منصب رفيع في الجيش، إثر قرارات الرئيس اليمني بإعادة هيكلة القوات المسلحة اليمنية.
في غضون ذلك، أكدت المصادر الأمنية اليمنية، الخميس، العثور على جثة ضابط في الشرطة كان قد تم اختطافه على يد مجهولين، قبل نحو شهر في بلدة القطن وسط محافظة حضرموت (شرق اليمن)، بعد خروجه من أحد المساجد التي أدى فيها صلاة الفجر، وقالت المصادر لموقع وزارة الدفاع اليمنية على الإنترنت، إن الأجهزة الأمنية عثرت، مساء الأربعاء، على جثة الرائد المختطف نائب مدير الأمن ومدير المرور بمديرية القطن نميري عبده علي العودي، في منطقة الشيشان في مدينة سيئون (كبرى مدن وادي حضرموت) مشيرةً إلى أنه تعرض إلى طلقات نارية في الصدر، كما تعرضت جثته للتشويه، في حين لم تستبعد المصادر أن يكون تنظيم "القاعدة" في اليمن هو المسؤول عن الحادثة.
وعلى صعيد التسوية السياسية والاستعدادات للحوار الوطني في اليمن، أكدت المصادر الحكومية، الخميس، قيام اللجنة الفنية للتحضير للحوار، بتوجيه خطابات رسمية للقوى السياسية والأحزاب تستعجلها لتقديم قوائمها بأسماء ممثليها في الحوار الوطني، بما فيها الأسماء الاحتياطية، وقالت إن اللجنة تستعد ابتداءً من الأسبوع المقبل لتلقي هذه القوائم، في انتظار قرار الرئيس لتحديد موعد انطلاق الحوار.
وأوضحت المصادر، أن خطابات اللجنة شددت على أهمية الالتزام بالمعايير المتفق عليها للمرشحين والمرشحات للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، كالمواطنة والأهلية القانونية الكاملة، والتحلي بدرجة عالية من الإحساس بالمسؤولية، والإلمام بالقضايا المطروحة على جدول أعمال مؤتمر الحوار، واحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وعدم وجود دعاوى جنائية ضدهم ذات مصداقية مدعومة بدلائل قوية حول انتهاكات حقوق الإنسان، وعدم الخضوع لجزاءات معتمدة من قبل مجلس الأمن.
وفي حين يعتبر حزب المؤتمر الشعبي(حزب الرئيس السابق) أن هذه المعايير التي أقرتها اللجنة الفنية للتحضير للحوار، تستهدف قياداته لمنعهم من المشاركة، عقدت، الخميس، اللجنة العامة (أعلى هيئة في الحزب) اجتماعًا لمناقشة قائمة ممثلي الحزب في الحوار، جددت خلاله حرص حزب المؤتمر الشعبي العام، على إنجاح الحوار الوطني واستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، ومؤكدة ضرورة الالتزام بنصوص المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة فيما يتعلق بالحوار الوطني وما يخص تمثيل المشاركين في الحوار.
كما أكد الاجتماع، وفقاً لمصادر الحزب الرسمية، على رفضه لما وصفه  بـ"أي محاولات للالتفاف على المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة" مشيراً إلى أنه "غير ملزم بأي معايير أو أسس تقرها اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني بما يخالف نصوص المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة"، أو أي "تفسيرات تناقض المبادرة الخليجية وآليتها".
وكان مكتب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، قد أعلن قبل أيام أن  صالح، الذي لا يزال رئيساً لحزب المؤتمر الشعبي رغم تنحيه عن السلطة، سيترأس ممثلي حزبه  إلى مؤتمر الحوار الوطني، وهو ما أثار حفيظة خصومه السياسيين، الذين يطالبونه بترك العمل السياسي والتخلي عن رئاسة الحزب لنائبه الأول الرئيس اليمني عبدربه ربه منصور هادي، فيما وصفوا خبر مشاركته بـ "المزحة الثقيلة"، مع  تهديدهم بالانسحاب من مؤتمر الحوار في حال مشاركة صالح، الذي يؤكد قادة حزبه أنه لا يوجد أي بند في التسوية السياسية التي وقعتها الأطراف اليمنية يمنع أو يحظر على صالح العمل السياسي أو الحزبي.