نواكشوط ـ محمد أعبيدي شريف  وصل قائد أركان القوات الفرنسية الأميرال إدوادر كيو إلى العاصمة الموريتانية لعقد سلسلة من الاجتماعات في نواكشوط مع قائد الأركان الموريتاني الجنرال محمد ولد الغزواني وزير الدفاع أحمد ولد الراظي لنقاش الأوضاع العسكرية والأمنية في المنطقة والدور المرتقب لموريتانيا في النزاع القائم بين الشمال والجنوب في مالي. وقالت مصادر من القوات المسلحة إن زيارة الأميرال الفرنسي تهدف إلى بلورة الأفكار المطروحة حاليا بشأن قوات حفظ السلام الأفريقية في مالي ومستقبل القوات الفرنسية في الشمال، كما سيناقش القائد الفرنسي مع كبار المسؤولين الموريتانيين خطة للعمل المشترك من أجل احتواء التهديدات الحالية ومطاردة عناصر القاعدة.
   فيما أعلن قائد أركان الجيوش البرية الفرنسية الجنرال برتران راكت مادو أن العملية العسكرية الفرنسية في مالي أضعفت تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وخسر معاقله هناك، داعيا جيوشه إلى التركيز على منطقة غاو الحدودية مع موريتانيا التي وقعت فيها الأسبوع الماضي معارك قوية بين الإسلاميين والقوات الأفريقية والفرنسية، حيث أعلن الجيش المالي فيما بعد مقتل 63 من جنوده منذ بداية التدخل العسكري الفرنسي.
   وصرح الجنرال العائد من شمال مالي لإذاعة أوروبا1 بأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خسر معقله والعديد من مقاتليه، وعلى الأرجح بعض قادته، مؤكداً أن القاعدة اُضعفت وكان ذلك من أهداف العملية، موضحا أنه تم تفتيش جبال إيفوقاس شمال مالي عند الحدود مع الجزائر، حيث يطارد الجيش المتشددين.
  وأضاف القائد الفرنسي أنه لا تزال مناطق أخرى يجب أن يركز عليها الجنود إلى الجنوب، وخصوصا في منطقة غاو، واعتبر أن العملية العسكرية في مالي سجلت تقدما ونتائج جيدة جدا لكنها لم تنته ولا بد من بعض الوقت.
  وكانت حركة أنصار الدين الإسلامية، التي تخوض معارك مع الجيش الفرنسي والقوات الأفريقية في شمال مالي حكمت بالإعدام على مواطن مالي اتهمته بالتجسس لصالح الجيش الفرنسي، فيما قامت بجلد ثلاثة آخرين كانوا يعملون معه، وقالت مصادر من الحركة إن مقاتلي الحركة نصبوا كميناً في منطقة تبعد 30 كيلومتراً شرق أجلهوك، لمجموعة من الجواسيس تضم 4 أشخاص من الطوارق يقودهم جمركي سابق، وعضو في المليشيات التابعة للجيش المالي التي يقودها العقيد الهجي أغ غامو، مشيرة  إلى أن الحركة قامت بالتحقيق مع المجموعة، حيث اعترف قائدها أنه كُلِّف بمهمة رصد مواقع تمركز الجهاديين وتحديد إحداثياتها عبر الأقمار الصناعية المرتبطة بهاتف الثريا، ومعرفة نقاط تزود الجهاديين بالماء، إضافة إلى تجنيد مقاتلين من أنصار الدين من صغيري السن لتزويده بالأخبار مقابل مبالغ مادية، 50 ألف فرنك غرب أفريقي(قرابة 95 دولارا) عن كل معلومة مهمة.