صنعاء ـ علي ربيع اغتال مسلحون مجهولون، يُعتقد أنهم على صلة بتنظيم "القاعدة" الثلاثاء، ضابطين كبيرين في الجيش اليمني، خلال عمليتين منفصلتين، نُفِذتا في العاصمة صنعاء، وفيما أسفر تجدد المواجهات بين الجيش ورجال القبائل المتهمين بتفجير أنبوب تصدير النفط في مأرب(شرق صنعاء)، عن مقتل 11 شخصاً على الأقل وإصابة 20 آخرين، كشفت السلطات اليمنية عن إحباط عملية إرهابية في صنعاء، كانت تستهدف تفجير سيارة ضابط رفيع في قوات الأمن المركزي.
وأكدت مصادر قبلية في مأرب(شرق صنعاء) تجدد المواجهات بين قوات الجيش اليمني، ومسلحين قبليين، على خلفية أعمال تخريبية استهدفت أنابيب  تصدير النفط في وقت سابق، ومُنِعت الفرق الفنية من إصلاحه.
وقالت المصادر لـ"العرب اليوم": إن قوات عسكرية من اللواء 312 تقدمت في اتجاه منطقة حباب(مديرية صرواح) في مأرب لملاحقة المخربين، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمدفعية وقذائف الدبابات وراجمات الصواريخ، إضافة إلى عدة غارات بالطيران الحربي, ما أسفر، عن مقتل جنديين على الأقل وإصابة 12 آخرين، فيما بلغت خسائر المسلحين القبليين 9 قتلى و8مصابين.
وتأتي هذه الاشتباكات، بعد فشل وساطة قام بها وجهاء قبائل، إثر رفض مجموعة قبلية مسلحة السماح بإصلاح أنبوب النفط، كما شهدت المنطقة قبل يومين نزوحاً للسكان بعد إلقاء الجيش منشورات تدعو إلى إخلائها استعداداً لحملة عسكرية.
وفيما هدأت المواجهات بعد ظهر الثلاثاء، أكدت مصادر عسكرية لـ"العرب اليوم" أن قوات الجيش، تمكنت من السيطرة على مواقع المسلحين القبليين، وأحكمت قبضتها على الجبال المطلة على منطقة حزم آل دماج، التي يمر من جوارها أنبوب تصدير النفط، المقبل من حقول صافر، في اتجاه الغرب، حيث ميناء التصدير على البحر الأحمر.
وكان مسلحون يعتقد أنهم على صلة بتنظيم"القاعدة" قتلوا مالا يقل عن 11 جنديًا يمنيًا في وادي عبيدة في مأرب، في وقت سابق، خلال كمين قتل فيه قائد أركان حرب المنطقة العسكرية الوسطى، ما أدى إلى قيام الجيش بحملة عسكرية، لمطاردة العناصر التي اشتبكت مع رجال القبائل في المنطقة.
في سياق متصل، اغتال مسلحون مجهولون، الثلاثاء، ضابطين رفيعي المستوى في الجيش اليمني، في حادثتين منفصلتين في العاصمة صنعاء، استمراراً لمسلسل الاغتيالات الذي طال في 2012 عشرات الضباط في الجيش والأمن والمخابرات اليمنية.
وقال شهود عيان لـ"العرب اليوم"، إن "مجهوليِّن اثنين كانا يستقلان دراجة نارية، ظهر الثلاثاء، أقدما على إطلاق النار على العميد الركن فضل الردفاني، قائد محور ثمود العسكري، بالقرب من مقر وزارة الدفاع، في حي باب اليمن وسط صنعاء، ما أدى إلى مقتله، قبل أن يلوذ مطلقا النار بالفرار".
وفيما أصدرت وزارة الدفاع اليمنية، بيانًا تنعي فيه الردفاني، كان مسلحان مجهولان آخران، يستقلان دراجة نارية، أطلقا النار على ضابط برتبة عقيد ركن يُدعى سليم الغرباني، ويعمل في الحرس الجمهوري، أثناء مروره في منطقة دار سلم جنوب صنعاء، قبل ساعة من اغتيال الردفاني، ما أدى إلى إصابته بعدة رصاصات نقل على إثرها إلى المستشفى، حيث توفي متأثراً بجراحه"، بحسب ما أفاد مقربون من أسرته لـ"العرب اليوم".
بدورها أكدت مصادر أمنية، الثلاثاء، أنها "أحبطت عملاً إرهابيًا كان يسعى لتفجير سيارة ضابط كبير في الأمن المركزي اليمني".
وقال مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية:" إن الأجهزة الأمنية أوقفت مشتبهين اثنين، كانا يحاولان زرع عبوات ناسفة أسفل سيارة ضابط في الأمن المركزي، بالقرب من معسكر الأمن الرئيس في ميدان السبعين في صنعاء، والتحقيقات جارية مع الموقوفين".
من جهتها، كشفت السلطات اليمنية، الثلاثاء، معلومات جديدة، بخصوص قتلى تنظيم "القاعدة" في الغارتين اللتين نفذتهما طائرتان أميركيتان من دون طيار، الاثنين، على منطقة المناسح في رداع(170 كيلومتراً جنوب شرق صنعاء) ومنطقة وادي سمعون في الشحر، التابعة لمحافظة حضرموت (شرق اليمن).
وقالت مصادر أمنية، إن "قتيلين سقطا في الغارة الأولى التي استهدفت منطقة المناسح بالقرب من بلدة رداع، التابعة لمحافظة البيضاء، وهما: عبد الرءوف نصيب، المكنى بأبي عزان، وهو من أبين، وعبد الله عباد الوايلي الملقب بأبو الوليد، وينتمي إلى محافظة مأرب.
وأوضحت المصادر، أن الغارة التي استهدفت عناصر "القاعدة" في منطقة وادي سمعون في مديرية الشحر، التابعة لمحافظة حضرموت، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص هم: صالح كرامة باعباد، وهاني سالم بن عريفون، وعبد الله أبو بكر باوزير، بالإضافة إلى شخصين آخرين، قالت المصادر، إن  إجراءات التعرف على هويتهما لا تزال مستمرة.