الراديو السويسري


يبدو أن خطر جماعة الإخوان الإرهابية وصل إلى مستوى غير متوقع، فالجماعة باتت تملك أصواتا حتى داخل الإعلام السويسري الرسمي.

ويتعلق الأمر بمقدمة البرامج في راديو "إس آر إف" السويسري أميرة الجباجي، التي تسيء لفظيا إلى المسلمين التقدميين، وتدافع عن أفكار الإخوان، وتؤيد الجماعة بشكل كبير.

ووفق صحيفة نويه زوريشر السويسرية الناطقة بالألمانية فإن مقدمي البرامج والعاملين في الإذاعة السويسرية (SRF) ملتزمون بضبط النفس، وعدم الخوض في القضايا السياسية على الإنترنت.

وإذا فتح المذيع أحد الموضوعات الشائكة وقرر كتابة رأي على الإنترنت عليه استشارة رؤسائه، و"تلبية الحد الأدنى من المتطلبات من حيث الأسلوب والذوق" وفق اللوائح الداخلية.

لكن الجباجي، وهي مقدمة برنامج ديني على الراديو السويسري، لم تلتزم بذلك عندما كتبت رأيا ناقدا وغاضبا عن الخبيرة في شؤون التنظيمات الإسلامية المتطرفة والناقدة الكبيرة للإخوان، سعيدة كيلر مساهلي، في مقال على الإنترنت.

الجباجي ذات الأصول العراقية وصفت مساهلي، أحد أبرز المسلمين التقدميين في سويسرا، بأنها "مسلمة متطرفة" يُسمح لها بنشر "الخطابات البغيضة" و"سموم ضد الديمقراطية" مرارًا وتكرارًا.

بل إنها هاجمت مقر عملها "إس آر إف" لنشره تصريحات مساهلي، وقالت "هكذا تفضل وسائل الإعلام صنع الرأي من جانب واحد والعزلة، والتي بدورها يمكن أن تؤدي إلى التطرف".

ورغم هذه التصريحات الخارجة عن النص تمسكت الإذاعة السويسرية باستمرار الجباجي في عملها.

وقال مدير برنامجها جوديث هارديغر في تصريحات للصحيفة السويسرية "أعتقد أن أميرة يمكن أن تستمر في دورها كمذيعة لدينا".

وقالت الصحيفة "في الواقع، يمكن للإذاعة أن ترى في تصريحات أميرة زلة لسان، أو رد فعل عفوي على شخص تراه منتقدا للإسلام".

وتابعت "لكن إذا ألقيت نظرة فاحصة على الجباجي يتضح أن هذه التصريحات لم تكن زلة، بل كانت تعبيرا عن موقفها الأساسي".

وأضافت "تظهر مواقف الجباجي مدى سهولة تأثر الصحفيين بالمواقف والأيديولوجيات الإسلامية المتطرفة، ليس فقط في الإذاعة السويسرية، لكن في كل وسائل الإعلام الأخرى".

أدوار مختلطة
والجباجي تلعب أدوارا مختلطة منذ سنوات، فهي مقدمة برامج في الإذاعة السويسرية منذ ٢٠١٥، ورئيسة مركز أبحاث مثير للجدل يتبنى أفكار الإسلاميين المتطرفين.

ورغم ضرورة التزامها بالحياد، فإن أميرة الجباجي كانت قريبة بشكل ملحوظ من جمعية المنظمات الإسلامية في زيورخ (VIOZ). بل إن المذيعة تقدم الكثير من الفعاليات التي تنظمها الجمعية وتعد لسانها.

وجمعية المنظمات الإسلامية في زيورخ على صلة بالإخوان، كما تروج لخطاب الجماعة الأساسي الذي يرمي إلى عزل الجاليات المسلمة عن المجتمع، ثم الشكوى من الإقصاء، وفق الصحيفة السويسرية.

وخلال عملها كمذيعة، تلقت الإذاعة السويسرية ٢٠ شكوى على الأقل في محتوى برنامج أميرة بوصفه يروج "لوجهة نظر أحادية"، ويستضيف أناسا من نفس النمط الفكري، مثل فريد حافظ، عالم السياسة في النمسا وأحد المشتبه بهم في تحقيقات الإخوان التي تجريها السلطات النمساوية.

قد يهمك ايضًا:

محكمة التمييز الأردنية تصدر قرارا يقضي باعتبار جماعة الإخوان منحلة بشكل قطعي

 

"لو باريزيان" الفرنسية تكشف طريقة حفيد مؤسس "الإخوان" في الوصول لإحدى ضحاياه