القاهرة ـ أكرم علي أكدت دراسة حديثة لمعهد "كارنيغي" لأبحاث السلام أن أجزاء كبيرة من مادة التربية الوطنية للصف الثالث الثانوي في مصر، تروج لوجهات النظر الإسلامية، خاصة في الفصل المتعلق بالديمقراطية، والمتعلقة بجماعة "الإخوان المسلمين". مؤكدا أن مصر أصبحت معتمدة على مقاربة من تدريس الديمقراطية من منظور إسلامي.
وقالت الدراسة التي أجراها الباحث محمد فاعور على مناهج 11 دولة عربية، "أن الكتب المدرسية في الدول العربية تضمنت أوصافًا متشابهة للديمقراطية كمفهوم، إلا أنها تختلف في مواقفها تجاه الديمقراطية كنظام سياسي، موضحة أن الكتب التعليمية في مصر تشير إلى كل من النموذج الغربي للديمقراطية ونموذج الشورى الإسلامية، مضيفة «تقدم صورة إيجابية للديمقراطية، لكنها مع ذلك تبذل جهدًا لشرح كيف أنها تتوافق مع الشورى الإسلامية".
ولفتت الدراسة إلى أن مبدأ الشورى يقدَّم في المنهج المصري على أنه مفهوم إلهي مقدَّس، في حين يوصف الإسلام بأنه هو الذي سبق إلى إرساء دعائم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإن لم يستخدم المصطلح نفسه، منذ قرابة 14 قرنًا، وكان المصطلح المفضل هو الشورى، وهو أوسع من الديمقراطية.
وأوضحت الدراسة أن الأنظمة السياسية السلطوية تؤسس نظمًا تعليمية سلطوية تفتقر إلى المساءلة والشفافية، وتهدف لأن تكون البيئة المدرسية تقوم على الطاعة العمياء لرموز السلطة، سواء كانوا من المعلمين ومديري المدارس أو القادة السياسيين.
وأكد خبراء سياسيون أن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن جماعة "الإخوان المسلمين" تسعى لتحسين صورة تاريخها للشباب المصري والترويج للفكر والمشروع الإسلامي.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان، محمد عبد العظيم، لـ"العرب اليوم"  إن جماعة "الإخوان المسلمين" لن تتوانى فى السيطرة على مفاصل الدولة وذلك من خلال التأثير على تغيير المناهج بطريقة تأتي في صالحهم ومن خلال التعديل الوزاري الذي تم السيطرة على الوزارات التي لها شأن بالثقافة وبوعي المواطنين مثل الإعلام والثقافة.
أضاف عبد العظيم أن الإخوان تسعى بكافة الطرق لتحسين صورتها التاريخية التي كانت تسيطر عليها الاغتيالات ووضعها على قوائم الإرهاب في كثير من الدول.
وتقول أستاذة العلوم السياسية إحسان الشيخ "إن جماعة الإخوان المسلمين تسعي بالفعل لتغيير النمط الثقافى للمصريين بأكثرمن أداة وليس المناهج فقط".
أضافت الشيخ لـ "العرب اليوم" أن تغيير المناهج ووضع آليات جديدة تروج لأفكار الإخوان المسلمين هو بداية الطريق لتنفيذ المشروع الإسلامي من خلال زرع المعرفة والفكرة والثقافة في عقول الطلاب.
وتسلمت وزارة التربية والتعليم في مصر مناهج مادة التربية الوطنية في مصر نهاية نيسان/أبريل الماضي للعام الدراسي الجديد.