الرباط - الحسين ادريسي قضت المحكمة الابتدائية في مدينة الخميسات المغربية، الجمعة الماضية، بإرجاع طفلين يحملان الجنسية الفنلندية إلى أمهما المقيمة في مدينة توركو الفلندية، بعد أن أخذهما منها أبوهما المغربي، وأدخلهما إلى المغرب مخالفا القانون الفلندي الذي سمح له برؤيتهما مرتين في الشهرين، مما يهدد بوقوع أزمة دبلوماسية بين البلدين
وكانت الضابطة القضائية على مستوى محكمة الخميسات تبحث في الطريقة التي تم بها إدخال الطفلين كريم وسلمى كراوزي، من مدينة توركو الفنلندية، باتجاه مدينة تيفلت في شهر آب/ أغسطس الماضي، من طرف أبيهما حسن بوكرين.
الطفلان يحملان الاسم العائلي لأمهما كاترينا إليزابيت كراوزي، 49 سنة، وحسب المعطيات التي حصل عليها "العرب اليوم"، فإن أب الطفلين حسن بوكرين، وهو أستاذ جامعي، كان تزوج أمهما زواجا مدنيا في فنلندا، بتاريخ 7 كانون الثاني/ يناير 2003، في حين وُلد قبل هذا التاريخ أي في 23 كانون الأول/ ديسمبر 2002 الولد كريم إلياس كراوزي، وهو مسجل بهذا الاسم في سجلات الحالة المدنية في مدينة توركو بفلندا، واسم اخته أيضا سلمى ألينا كراوزي، وهي ذات الأسماء المسجلة على جوازات سفرهما الفلندية، والتي كانا يدخلان بها إلى المغرب بشكل قانوني رفقة أمهما حتى صيف 2006.
لم يدم الزواج بين المغربي والفلندية إلا حوالي سنة واحدة، حيث حصل الطلاق بين الطرفين في 3 آذار/ مارس 2004، لكن بعد هذا التاريخ بستة أشهر ولدت الطفلة "سلمى"، وهو ما يعني أن أمها كانت حاملا بها، وكانت في شهرها الثالث قبل الطلاق.
ويُفهم من وثائق الملف أن الطلاق ظل قائما، إذ لم يحصل التراجع عنه، كما أن حكم الطلاق أعطى قانونيا للأب والطفلين حق الزيارة والتواصل بينهما.
وسمح القانون للأب المغربي باستقبال الولدين مرتين في الشهر وهو ما كان يحصل في إقامته نهاية كل أسبوعين من يوم الجمعة حتى الأحد، ليعود كريم وسلمى، إلى أمهما، وهكذا ظلت هذه القاعدة القانونية معمولا بها حتى آخر زيارة قبل حوالي ثلاثة شهور.
في أول زيارة من شهر آب/ أغسطس 2012، حصل ما لم تتوقعه الأم الفلندية، حيث لم يعد الطفلان إليها بعد نهاية الأسبوع كما كان معتادا، ففي الوقت الذي كانت تعتقد أنهما بصحبة مطلقها في بيته، كما هو مألوف، كانا في الواقع على متن وسيلة نقل باتجاه المغرب.
وظهر أن أبوهما دخل بهما إلى المغرب يوم الاثنين 12 آب/ أغسطس الماضي بأسماء جديدة وجوازات سفر مغربية جديدة صادرة من عمالة الخميسات، وليس من أي قنصلية في الخارج، بمعنى أنه تم إنجاز جوازي سفر الطفلين في المغرب في الوقت الذي كانا في فلندا مع أمهما، ومن المرجح أن تتسبب هذه القضية في أزمة دبلوماسية بين المغرب وفلندا شبيهة بما حصل قبل عامين في مشكلة مماثلة بين المغرب والنرويج نتيجة تهريب أم نرويجية ابنيها طارق وليلى السكاح خارج المغرب بعد انفصالها عن مطلقها البطل الأولمبي خالد السكاح (ذهبية 10 آلاف متر في أولمبياد برشلونة)، وهو ما اعتبره المغرب انتهاكا للأعراف الدبلوماسية.