بحضور حشد من المهتمين والأصدقاء والصحافيين وقع، السبت، جورج حاجوج أولى رواياته بعنوان "ليس بعد الآن" الصادرة عن دار علاء الدين وذلك في صالة نينار للفنون. وقال حاجوج في حديث لوكالة سانا إن هذه الرواية تسرد مجموعة من الأحلام المؤجلة للشريحة المثقفة التي تمثلها الشخصية الرئيسية في هذا العمل الأدبي وهو شاب قاده قدره باتجاهات لم يكن يرسمها وبعيدة جداً عن ثقافته فذاك القدر ظل يترصده في كل أفعاله وأحلامه التي لم يستطع تحقيق أي منها وبقي أسيراً لقدره لكن في نهاية الرواية يتمكن من التغلب عليه. وأضاف الروائي ان عنوان "ليس بعد الآن" يعود إلى أن بطلها كف عن الحلم واقتنع بما هو عليه ولم يعد يطالب بما كان يريده مذ كان عمره عشرين عاماً وحتى أصبح في بداية الخمسينات ولاسيما في ظل تواطؤ القدر ضده والذي غير له مسارات أحلامه كلها باستثناء انتصاره في نهاية الرواية حيث انه بعد أن أصبح رجل أعمال يستدعي محاميا ليكتب وصيته ويوزع ثروته كما يشاء هو لا حسب التشريعات المتبعة بما في ذلك مكتبته الغنية التي يوصي بها لشاب في مقتبل العمر يذكره بنفسه. وتضمن الغلاف الأخير تعريفاً بأجواء الرواية جاء فيه.. على التخوم.. على العتبات.. على الحدود الفاصلة بين فرح مؤجل وموت مؤجل ظل ينتظر خمسة عقود ولا أحد يعرف إن كان تجاوز هذه الحدود ذات يوم.. لا أحد يعرف إن كان قد أمضى ما بقي لديه من عمر ينفقه في الانتظار نفسه لكن المؤكد أنه وعلى مدى العقود الخمسة بتمامها وكمالها استطاع أن يتمترس في مكانه كمحارب لم يهزم لكنه في الوقت ذاته لم ينتصر. هكذا وعلى ما يبدو كان يتلذذ بموقعه الذي لا يعرف طريقاً إلى الحسم يستمرئ ويستسيغ هذه الحالة كان يساوره السؤال دائماً وبشكل سري ماذا لو جاء الفرح.. ماذا لو جاء الموت.. لا بد أنني سأكون محاصراً بسؤال ملح أكثر قسوة ماذا بعد.. الأهم أنني سأفقد متعة وشهوة الانتظار لذا هنا على الحدود الفاصلة سأظل واقفاً أحمل رمح الشهوة والترقب وأرفع شكري للقدر صحيح أنه قلما تواطأ علي إلا أنه قدم لي في بعض المرات وهي نادرة فرصاً لاختبار شح يباس وخواء ألا يكون المرء واقفاً على الحدود الفاصلة.