بالشعر وأفقه الفسيح، وقعت الشاعرة رانا نزال في خاتمة فعاليات المركز الثقافي العربي للعام 2012 مساء أول أمس في مقر المركز في جبل اللويبدة ديوانها الأخير «نائية الليل» الصادر عن دار أزمنة للنشر والتوزيع. بعد تقديم موجز ومستحق من قبل رئيس المركز الراوئي جمال ناجي للشاعرة، قرأت نزال لحضور حفل توقيعها من الأهل والأصدقاء والمهتمين، عدداً من قصائد الديوان الواقع في 86 صفحة من القطع المتوسط والمزين غلافه الأمامي لوحة «الكمانات» للفنان المغربي يونس خرساني. في سياق «مقدمة» لـ «نائية الليل» الذي تهديه نزال «إلى أُمّي أبداً»، تلفظ الشاعرة بين يديّ لحظتها آخر ما فيها من آه: «هذا الغارق في الحب حتى آخر ما فيها من آه: «هذا الغارق في الحب حتى آخر أنفاسه لو يعرف كم منه نغار؟!! لو يقرأ بالعينين من تذكار؟!! كلُّ الأسفار ما غطتْ شوق الورقة المسنّن ليده تذروها في وجه الريح أو تمسسها فلا تأبه للمطر السائل من زاروب العمر إذ بين يديه لفظت آخر ما فيها من آه». تتوزع قصائد الديوان ضمن ثلاثة محاور هي المزامير والمعاريج والمقامات، ونلحظ في المجموعة استخدامها لبعض الرموز والمصطلحات الصوفية التي تكشف من خلالها الشاعرة عن المعاناة والتوق والغزل الحسي، بمعان روحية، وكما نلحظ أيضا اشتغال الشاعرة نزال على قصيدتها بفنية عالية وبنفس صوفي تتجلى فيه حالات التوحد والوجد في العشق ومحاورة الذات. ومن قصيدتها «مقام التوق»، تقول: «يا ابن أكثر من شجر يا ابن السّقام الذي هدّ ريشي والمقام الذي غاص بي في المرارات يا ابن أكثر من شجر فيّ ومن فصلٍ منسيّ في تجاعيد الورق هدلتُ باسمك فاعشوشب الحرف وفيما يرى الرّائي ارتقيت فزدت صهيلاً بغيابك». يذكر أن رانة نزال أصدرت خمس مجموعات شعرية هي: «فيما كان»، «مزاج أزرق»، «بيت العين»، «شمس باهتة» و»في الحي الذي لا يموت» إضافة إلى دراسة مختصة في قصيدة النثر بعنوان «لن بين المطرقة والسندان – أنسي الحاج وقصيدة النثر» ومجموعة من المقالات في الحياة والأدب والنقد بعنوان «فمٌ أعمى وذاكرة خرساء».