لا يوحى سنها الصغير بما يملأ أوراق سيرتها الذاتية من شهادات وألقاب مركبة وجوائز علمية جمعتها فى سنوات عشقها للعلم والدراسة، بدأت مشوارها العلمى كطالبة بكلية الزراعة في جامعة الإسكندرية، ودفعها تفوقها إلى السفر فى منحة من الهيئة الألمانية للتبادل العلمى "DAAD" والتى حصلت من خلالها على درجة الدكتوراه فى العلوم الزراعية من كلية الزراعة في جامعة "كريستيان ألبريخت" فى كيل بألمانيا، شغلت بعد رجوعها وظيفة مدرس علوم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، فازت بجائزة "Award-Klapp-Ernst" من الجمعية الألمانية لعلوم المحاصيل على بحثها شديد التميز خلال فترة الدراسة، ونالت عضوية الجمعية الألمانية لعلوم المحاصيل عام 2011. الدكتورة "هبه سلامة" هى نموذج الفتاة المصرية الناجحة التى وقفت بالكثير من القوة والثقة بالنفس وسط المتقدمات لمنحة "لوريال واليونسكو" لدعم البحث العلمي، ليحصد بحثها فى مجال العلف الحيوانى الجائزة والتكريم الذى شرفت به بلدها بين ثمانى دول عربية، لم تكتف بما تمتلك من ألقاب، ولم ينته مشوارها العلمى عند حدود الدراسة التى أمنت بالكثير من الطموح بأنها مشوار لم يكتمل بعد. اليوم السابع التقت الدكتور "هبه سلامة" بين أروقة مؤتمر المرأة من أجل العلم الذى أقامته شركة "لوريال" بالتعاون مع اليونسكو، لتهنئتها بالمنحة التى حصلت عليها عن جدارة، والحديث عن مشروع البحث الفائز بالمسابقة العالمية. "لم أكن أتوقع الوصول إلى هذا التكريم فى ظل المنافسة العنيفة التى بدأت بها المسابقة التى تقدم لها عدد كبير من الباحثات المصريات اللاتى أثبتن أن مصر مليئة بالكوادر العلمية الناجحة" هكذا بدأت "سلامة" حديثها لليوم السابع عن جائزتها أمس، مشيرة إلى صعوبة السباق العنيف للوصول إلى المنحة على حد قولها. وأوضحت "سلامة" أن المنظمة تقدم منحة واحدة لكل دولة من الدول المشاركة، كما أعربت عن سعادتها بالفوز بالمكان الخاص بمصر. أما فيما يتعلق بالبحث الفائز قالت "سلامة": فكرة البحث خاصة بدارسة تحسين جودة وإنتاجية محاصيل العلف بالشكل الذى ينعكس بالإيجاب على جودة اللبن واللحم للماشية وبالتالى ينعكس على المستهلك المصرى، كما أشارت أن مصر لديها الكثير من المشكلات الزراعية التى تحتاج للبحث والتطوير الذى من شأنه سد الثغرة الغذائية الموجودة فى مصر. أما بالنسبة لخطتها بعد الحصول على المنحة تقول: البحث مستمر حتى الوصول إلى نتائج نهائية تسمح بتطبيقه على نطاق تجارى. وعن مجال البحث العلمى فى مصر، أوضحت "سلامة" أن مصر لا ينقصها سوى الإمكانيات فقط، لدعم العقول الذهبية الموجودة فى مصر على حد قولها، وقالت إن مصر لا ينقصها الكوادر بدليل تميزها فى الخارج، وأن ما ينقصها هو التمويل المادى والإمكانيات التى تسمح بخروج هذه الإمكانيات على أرض الواقع، كما عبرت عن إعجابها بالباحثات المنافسة فى المجالات الأخرى.