واشنطن ـ أ ش أ
في دراسة رائدة ، توصل فريق من الباحثين بمقاطعة "ويك" بولاية كارولينا الشمالية، إلى أن 25 % من الأطفال الذين لا مأوى لهم بحاجة إلى الخدمات الصحة العقلية ، وفقا للأبحاث التي أجريت في هذا الصدد واستهدفت العمل المجتمعي المعني بالأطفال بلا مأوى، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة إلى إجراء المزيد من الفحص والدعم لملايين الأطفال في الولايات المتحدة.
وقالت الدكتورة ماري هاسكيت أستاذ علم النفس بجامعة "كارولينا الشمالية" والمشرفة على الورقة البحثية، "غالبًا ما يتعرض هؤلاء الأطفال للعنف المنزل أو في البيئة الاجتماعية المحيطة بهم، فالفقر المزمن وعدم كفاية الرعاية الصحية وغيرها من الظروف التي تعرض أي طفل للخطر تؤثر سلبًا عليه وتجعله فريسة للمشاكل الصحة العقلية، مشددة على أنه نتيجة لتعرضهم لتلك الظروف الحياتية الصعبة – جنبا إلى جنب العيش بلا مأوى – يصبح الأطفال المشردين في خطر أكبر بكثير من مجرد مشكلات في تأخر النمو، بل يعانون أيضا من مشكلات اجتماعية، عاطفية وفي المدرسة".
ومن ناحية أخرى، أوضحت الدكتور"جينا أرمسترونج " أستاذ علم نفس الأطفال وباحث مشارك في الأبحاث، أن حجم المشكلة ضخم، مشيرة إلى أن تقرير المركز الوطني للأطفال بلا مأوى لعام 2014 ، قد توصل إلى أن هناك 2,5 مليون طفل مشرد في الولايات المتحدة سنويا.
وأشارت "أرمسترونج" إلى أن الهدف من البحث هو تحديد نطاق المشكلة، وتحديد ما إذا كان فحص الأطفال في ملاجئ المشردين يمكن أن يكون أداة قيمة لربط الأسر التي لديها الموارد للمساعدة في تلبية أحتياجات الطفل فيما يتعلق بالصحة العقلية.
ولفت الباحثون إلى أن البيانات المستمدة من "المركز الوطني للأطفال بلا مأوى"، تأتي جنبا إلى جنب مع الجهود المعنية مع العائلات المشردة في 11 ملجأ في مقاطعة "ويك" لتلبية احتياجات الصحة النفسية لهؤلاء الأطفال، مع تقييم وضع والأداء الاجتماعي – العاطفي لكل طفل.
وقد وجد الباحثون من خلال تقييم البيانات المستخلصة عن حالة أكثر من 328 طفل ، الذين تراوحت فئتهم العمرية ما بين شهرين وستة أعوام ، أن 25 % من الأطفال في الملاجئ بحاجة إلى خدمات الصحة العقلية، استنادًا إلى أداءهم الاجتماعي – العاطفي.
وتوضح "أرمسترونج ، أن هذا المعدل هو بالتأكيد أكثر بكثير من ذلك ، حيث تهدد المشاكل الاجتماعية –العاطفية ما بين 10 إلى 14% من الأطفال الأمريكيين بلا مأوى منذ ولادتهم وحتى بلوغهم الخامسة.
وخلص الباحثون إلى أن النتائج المتوصل إليها تسلط الضوء على أهمية توفير المواد اللازمة لتلبية احتياجات هؤلاء الأطفال ، موضحين أن 25% من إجمالي 2,5 مليون طفل، بواقع 625,000 طفل بحاجة إلى الدعم في مجال الصحة النفسية في الولايات المتحدة كل عام ، فنحن كمجتمع لا يمكن أن نسمح بتجاهل وتهميش هذه الفئات الهامة.