الهلال الاحمر القطرى

 أشاد السيد صالح بن علي المهندي الامين العام للهلال الأحمر القطري بالتفاعل الكبير مع نداء الإغاثة العاجل الذي أطلقه الهلال لجمع 12 مليون ريال قطري لإغاثة متضرري الزلزال المدمر الذي ضرب نيبال ودولا مجاورة، وناشد الجميع بتقديم الدعم والمساندة لمواصلة جهود الإغاثة.

وأكد المهندي في مؤتمر صحفي عقد لمساندة الجالية النيبالية، على أن ما يقوم به الهلال هو إغاثة عاجلة ومعالجة جرحى الزلزال الذي يتوقع أن تستمر آثاره لثلاثة أشهر وسيدخل الهلال الأحمر بعدها في مرحلة إعادة البناء والتنمية والإعمار.

وقال المهندي "إن الهلال الأحمر القطري أدرك منذ اللحظة الأولى لوقوع الكارثة ومن منطلق دوره الإنساني أنه لا يجب التأخر في تقديم يد العون والمساعدة للمتضررين من كارثة الزلزال".

وأضاف "لنا في موقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى من هذه الكارثة مثالا مشرفا يحتذى به فقد عهدناه سباقا لنصرة المحتاجين في جميع أنحاء العالم دون تفرقة أو تمييز سواء كانت تلك النوازل طبيعية أو من صنع الإنسان، لقد أعطانا موقف حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الدافع الرئيسي للتحرك السريع خلال 48 ساعة من وقت وقوع الكارثة وهو ما يعد أحد أساسيات عملنا في مجابهة الكوارث".

وتابع إنه ومنذ وقوع الزلزال المدمر تشكلت غرفة عمليات لدراسة الوضع وإجراء التقييمات الأولية لتحديد الاحتياجات ونوعية التدخل الإغاثي المطلوب، مضيفا أن فرق الهلال الإغاثية وصلت إلى العاصمة النيبالية كاتمندو ومعها أطنان من الأدوية يصحبها مستشفى ميداني متكامل قادر على خدمة 30 ألف شخص، وكذلك منظومة مياه وإصحاح تكفي احتياجات 5000 آلاف فرد، وكنا أولى المنظمات الإغاثية التي وصلت إلى هناك، وسيكون هناك المزيد من الفرق الطبية والإغاثية من متطوعي الهلال الأحمر القطري.

وأكد أن الفرق الإغاثية تعمل حاليا على الأرض جنبا الى جنب مع المنظمات الدولية لتقييم الاحتياجات ودراسة الوضع الإنساني الصعب الذي تمر به نيبال التي يعيش الآلاف من أبنائها على أرض قطر المباركة ويساهمون في بناء نهضتها الحضارية والعمرانية.

ولفت المهندي الى أن الهلال الأحمر القطري لم يكتف بدوره الدولي الإغاثي، فكانت أعيننا على الجالية النيبالية التي يبلغ تعدادها في قطر قرابة الـ 400 ألف نسمة. فكان لزاما علينا أن نقف بجوارهم في ظل الظروف العصيبة التي يمرون بها وقد انقطعت أخبار عائلاتهم وهناك منهم من لا يدري إن كان أحباؤه أحياء يرزقون أم قضوا تحت الأنقاض. لذا كان القرار بتفعيل برنامجي إعادة الروابط العائلية والدعم النفسي لفائدة كل نيبالي مقيم على أرض قطر بالتعاون مع الجمعية الوطنية النيبالية وشركاء الهلال الأحمر القطري الدوليين.

وتوجه المهندي بالشكر لداعمي الهلال الأحمر القطري أفرادا وشركات ومؤسسات كما ثمن الدور الأكبر لحكومة دولة قطر في هذا الإطار.

بدوره أعرب السيد ماني راتنا شارما القائم بالأعمال بالسفارة النيبالية في قطر عن شكره وتقديره لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والحكومة القطرية والشعب القطري والهلال الأحمر القطري على سرعة الاستجابة وتقديم يد العون والمساندة.

وأعرب عن شكره على المساعدات التي تقدمها دولة قطر وجهود الهلال الأحمر القطري وإطلاقهم النداء الانساني لجمع 12 مليون ريال قطري وتخصيص مليون ريال للتدخل العاجل وإغاثة ضحايا الزلزال في نيبال، مؤكدا وصول فرق الهلال الأحمر القطري إلى نيبال وقال إنهم بدأوا بالفعل في تقديم المساعدات وإنشاء مستشفى ميداني.
وقال إن الوضع الإنساني سيء ومحزن للغاية مع تواصل الهزات الارتدادية القوية حتى الآن حيث أغلقت المدارس والدوائر الحكومية لمدة أسبوع، مشيرا إلى تأثر 12 منطقة وفقدان 6 آلاف نسمة وتأثر حوالي 12 الف نسمة وتسبب الزلزال في دمار البنية التحتية حيث دمرت الآلاف من المنازل وبعض القرى دمرت كليا وانقطعت الكهرباء والمياه وحاليا تعاني المستشفيات من الازدحام ونفاد الأدوية.

ولفت إلى الحاجة إلى خدمات المياه والإصحاح والخدمات الغذائية والصحية والطاقة مشيرا إلى أن أمام الحكومة النيبالية تحديا كبيرا للوصول إلى الاشخاص المحاصرين في الأماكن النائية مما يتطلب تقديم الدعم والمساعدة من جميع الدول.

وأكد الحاجة إلى أجهزة تنقية المياه والأغطية والأغذية المجففة والأدوية وحزم الإصحاح، إضافة إلى أن الفرق الطبية تحتاج إلى جراحين وأخصائي تخدير وأطباء وصيادلة، بالإضافة إلى عدد من الممرضين والمساعدين.

من جهتها، أوضحت المتطوعة فاطمة الكواري قائد فريق إعادة الروابط العائلية في كلمتها في المؤتمر الصحفي، أن خدمة الروابط العائلية التي يقدمها الهلال الأحمر القطري تحت قسم إدارة الكوارث تستهدف كل نيبالي مقيم على أرض دولة  قطر ممن فقد الاتصال بأفراد العائلة نتيجة الأزمة الحالية في نيبال، وأي طلب من خارج دولة قطر سواء من قبل السفارة النيبالية في قطر أو الجمعية الوطنية النيبالية أو اللجنة الدولية بما يتناسب مع الاحتياجات والمعايير الدولية.

وأشارت إلى أنه تم تدريب فريق مكون من 25 شخصا لإعادة الروابط العائلية مدربا للاستجابة في حالة الكوارث منهم 10 من الجاليات العربية والبقية من الآسيويين والأوروبيين ومن النيبال وباكستان وإندونيسيا.

وأضافت ان الهلال الأحمر القطري يستقبل الحالات بمقره في اسلطة القديمة يوميا ما عدا الجمعة والسبت ابتداء من الثلاثاء من الساعة العاشرة صباحا وحتى الواحدة ظهرا ومن الرابعة عصرا وحتى السابعة مساء وتتم جميع الطلبات والاستفسارات بسرية تامة ولا يتم الإعلان عنها إلا في حال الحاجة لذلك بهدف المساعدة والحصول على نتائج إيجابية بعد استئذان صاحب الطلب.

ولفتت الكواري إلى أن خدمات إعادة الروابط العائلية والبحث عن المفقودين تضم طلبات البحث عن المفقودين وفيها يتم إرسال واستقبال طلبات البحث بين الجمعية الوطنية النيبالية واللجنة الدولية والهلال الأحمر القطري وفقا لمعايير قبول منها صلة القرابة والتأكد من استنفاد كافة محاولات الوصول للشخص المفقود وكذلك تأمين الاتصالات الهاتفية والمرئية، ويتم ذلك في وقت لاحق بعد تقديم طلب البحث والتواصل عبر موقع البحث الذي ووفرته اللجنة الدولية ومن ثم يتم تقدير مدى الاحتياج لهذه الخدمة حيث يمكن توفير خط هاتف في مكتب الهلال الأحمر للاستخدام وقت الحاجة وأخيرا رسائل الهلال الأحمر القطري، وذلك كمرحلة أخيرة بعد العثور على الأشخاص المفقودين وإمكانية التواصل بنجاح وإتمام توصيل المراسلات أي بعد استقرار الوضع نوعا ما.

وقالت إن مفهوم إعادة الروابط العائلية يعبر عن مجموعة الأنشطة التي تهدف للحد من انفصال أفراد الأسرة عن بعضهم البعض واختفائهم وتسهيل إعادة الاتصال بين العائلات والحفاظ عليه والكشف عن مصير الأشخاص الذين هم في عداد المفقودين. ويتطلب لذلك وضع مبادئ لاحترام حق الأسرة، وحق المراسلات بين أفراد العائلة، وحق الأسر في معرفة مصير أفرادها، بالإضافة إلى وضع قرارات مناسبة وإقامة شراكات عديدة تتناسب مع رؤية الهلال الأحمر القطري والاحتياجات في دولة قطر.

وأشارت في هذا الصدد إلى أن الهلال وضع خطة عمل دقيقة في مجال إعادة الروابط العائلية تنص على خطوات ملموسة يستطيع من خلالها الأشخاص القلقون على مصير أفراد عائلاتهم وأقارب لهم بسبب الأحداث السياسية أو العسكرية أو الكوارث الطبيعية، استعادة التواصل بعد أن استنفد كافة وسائل الاتصال العادية، حيث يتم إتاحة المجال لهم للاتصال وتقديم طلبات البحث وإرسال الرسائل والطرود من وإلى أي مكان في العالم للسؤال عن مصير الغائبين بدعم من اللجنة الدولية.

وفي أعقاب الزلزال الذي ضرب نيبال تم إنشاء صفحة خاصة على موقع الروابط العائلية التابع للجنة الدولية
 http://familylinks.icrc.org/nepal-earthquake/en/Pages/Home.aspx
حيث يمكن من خلال هذه الصفحة للجالية النيبالية أو جنسيات أخرى الموجودة حاليا في أي دولة الاطلاع على لائحة الأشخاص الذين كانوا متواجدين في المنطقة المتضررة وسجلوا أنفسهم على الصفحة تحت الخانة الخضراء "أنا حي" أو قد تم تسجيلهم من أحد أفراد العائلة أنهم مفقودون "مفقود".

كما يمكن لكل شخص فقد الاتصال بأحد أفراد عائلته تسجيل الشخص الذي فقد الاتصال معه ك "مفقود "على الرابط أدناه، على أن يكون قد حاول، ولكن دون أي نتيجة، الاتصال به بالوسائل المعتادة.