يكثف عدد من أئمة المساجد في باكستان الجهود لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة ''الإيدز''، من خلال الوعظ والتوعية في أوساط المؤمنين، ودعوتهم إلى الاعتناء بالمصابين بهذا المرض، الذي يحاط المصاب به بكثير من التكتم والإقصاء في هذا المجتمع المحافظ. كان الإمام عبد الخالق فريدي منذ سنتين يزدري الباكستانيين المصابين بالإيدز البالغ عددهم 100 ألف شخص، شأنه في ذلك شأن السواد الأعظم من أترابه. غير أنه غيّر نظرته اليوم وأصبح يخطب في أحد مساجد كراتشي لرفع الوعي في أوساط المؤمنين بكيفية الوقاية من فيروس الإيدز والتعامل مع المصابين به. وقال الإمام فريدي لوكالة فرانس برس: ''كنت أظن منذ سنتين أن مرض الإيدز ناجم عن علاقة جنسية غير أخلاقية هي بمنزلة الخطيئة القاتلة، غير أنني التقيت خبراء دعوني إلى حضور دورة تدريبية''. وأضاف: ''أبديت تحفظات في البداية، ظناً مني أنني أرتكب معصية من خلال مشاركتي في المؤتمر، غير أن فضولي تغلب علي''. وقد غيّر الإمام رأيه بعد أن التقى المسؤولين عن المكتب المحلي للمركز الباكستاني لمكافحة الإيدز، وقرر الالتحاق بركبهم. فبدأ ينقل العبر التي استخلصها من المركز إلى مئات المؤمنين المحتشدين في مسجده وآلاف الطلاب الذين يرتادون مدرسة تحفيظ القرآن الكريم التي يديرها. وهو قال: إن ''المؤمنين كانوا يشعرون بالانزعاج أو الإهانة في البداية، غير أنهم باتوا اليوم يعيرونني انتباههم، ويدركون أن الإيدز مرض وليس خطيئة''.