الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة

حطت سفينة "رحلة الأمل" الكويتية رحالها في شاطئ "بورتو رابيا " بمنطقة اللؤلؤة بالدوحة قادمة من واشنطن، بعد رحلة حول العالم للتعريف باحتياجات ذوي الاعاقة، وعلى متنها نحو 20 من ذوي الاعاقة.  ووجدت السفينة حفاوة كبيرة من أعضاء الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وابناء الجالية الكويتية يتقدمهم سعادة السيد متعب صالح المطوطح سفير الكويت بالدوحة، والأستاذ ربيعة الكعبي نائب رئيس الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.

ورحب السيد أمير الملا المدير التنفيذي للجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في كلمته ،في بداية الاحتفال باستقبال السفينة، بأعضاء "رحلة الامل " الكويتية في بلدهم الثاني قطر، وحيا كافة الجهات التي ساعدت ودعمت هذا الحدث.

وأعرب عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة مشاركات مماثلة من ذوي الاحتياجات الخاصة بدولة الكويت، وقال " إننا كمتخصصين في شؤون ذوي الاعاقة نشعر جيداً بهذا العمل العظيم لهذه الرحلة الرائعة".

وبين أن رحلة الامل كشفت عن القوة الخفية في النفس البشرية ومكنوناتها والابداع من جانب المواهب التي خاضت الرحلة وتشارك في الاحتفال بوصولها الى الدوحة.

وأضاف المدير التنفيذي للجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة: "نأمل أن يعود هذا العمل الجليل بالفائدة على العاملين في مجال ذوي الاعاقة".. لافتاً الى أن الغاية من هذا العمل أكبر من التصور أو التخيل بأنها مجرد رحلة بحرية لذوي الاعاقة الى بلدان العالم.

وقال "إن الرحلة تتعدى ما سبق إلى الحلم بمستقبل باهر ينتظر ابناءنا من ذوي الاعاقة ، ويمكن أن نصل بهؤلاء الى نتائج أبعد مما يتصورها العقل بالتخطيط والاعداد والصبر في التدريب الجيد والتأهيل".

وحيا الملا مجدداً الحاضرين من الاخوة الكويتيين المشاركين برحلة الامل والمقيمين منهم في الدوحة على حضور الاحتفال، وقال " إنكم نجحتم في ايصال رسالة ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة الى جميع فئات المجتمع في قطر، والذين حرصوا على حضور حفل الاستقبال وقدروا جهودكم".

وأكد المدير التنفيذي للجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة أن رحلة الامل بداية مشوار حقيقي نحو تغيير جذري لمفهوم نشر ثقافة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وتوصيل رسالتهم الى العالم.

من جهته، قدم السيد متعب صالح المطوطح سفير دولة الكويت في قطر جزيل شكره الى الأخوة في دول مجلس التعاون والدول الشقيقة والصديقة على الاهتمام وتسخير الامكانات لإنجاح أهداف هذه الرحلة لاسيما إخواننا في دولة قطر ، خاصة اعضاء الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وإلى إدارة مشروع اللؤلؤة وجميع من ساهم في إقامة هذه الفعالية.

وقال المطوطح في كلمته في الحفل " لقد كانت هذه الرحلة وما تزال تأخذ صدى كبيرا من الاعجاب والاستحسان من كافة أقطار العالم لاسيما الدول التي مرت بها".. مضيفا " إن مهام هذه الرحلة الانسانية لفتت انتباه المجتمع الدولي إلى قدرة ذوي الاعاقات الذهنية على الإنجاز والتحمل وتسليط الضوء على احتياجاتهم".

وأشار إلى أن هذه الرحلة جسدت بأسلوب زاخر بالتحدي حب الكويتيين وتعلقهم المصيري بالبحر الذي تأسست من خلاله علاقات الكويت بالعالم الاخر، وجعلها جزءا من عالم التجارة والعمل الانساني العالمي قديما وحديثا.

وأضاف السفير " إن أعضاء رحلة الأمل يحيون من خلال رحلتهم ذلك التميز الذي عرفت به دولة الكويت، ورجالاتها الذين تحملوا مشقات السفر بالسفن الشراعية ودخول مدن عديدة في العالم كشركاء في التنمية، وتركوا السمعة الطيبة في مختلف أصقاع العالم ، وها نحن نشهد الآن في العاصمة القطرية الدوحة مجدا جديدا من الكويتيين ممن تميزوا بالقدرات الخاصة لإحياء الامل وتسويقه من دولة الكويت".

وأكد على أن المجتمعات الحديثة في عالم اليوم هي القادرة على استيعاب القدرات الخاصة والاستفادة من مساهماتهم في كافة المجالات، مضيفا " إن المجتمعات التي تعيش فيها دولنا كبيرة وفتحت أبوابا عديدة على جميع مختلف مناحي الحياة ، بحيث أصبح الاسهام بها متاحا لكافة أفرادها لضمان جودة العطاء في هذه الرحلة وتضافر فئات المجتمع لتطوير وصقل المواهب والقدرات المتعددة".
نشر الوعي بالمجتمع المحلي والاقليمي والدولي حيال قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة

من جانبه، قال السيد طالب عفيفة المري عضو مجلس إدارة الجمعية في تصريح صحفي" إن زيارة "رحلة الأمل" هي الثانية للدوحة وقبل رسوها في نهاية رحلتها قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية"، لافتاً الى أن الهدف من الرحلة يكمن في نشر الوعي بالمجتمع المحلي والاقليمي والدولي حيال قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف "إن ذوي الاعاقة الذين طافوا العالم على متن سفينة الأمل أرادوا توصيل رسالة بأنهم قادرون على قهر الظروف، ويحتاجون فرصة لإثبات ما لديهم من قدرات تماماً كالأصحاء".
وكشف "عفيفة " عن أن الرحلة تأخرت في الوصول الى الدوحة لظروف جوية استلزمت رسوها في "دبي" قبل وصولها سالمة الى الدوحة.
وأضاف "إن الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة تسعى لأن يكون من بين المرتحلين في سفينة رحلة الامل، عدد من ذوي الاعاقة القطريين في الرحلات المقبلة".
وشمل جدول رحلة سفينة الأمل حسبما أعلن في مايو الماضي خلال زيارتها الأولى الى الدوحة قادمة من البحرين، زيارة 19 دولة بهدف لفت انتباه العالم إلى ذوي الإعاقة الذهنية، وعبور 37 ميناء خلال مدة إبحار تبلغ 210 أيام.

وقال السيد امير الملا المدير التنفيذي للجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاعاقة في تصريح صحفي، "إن سفينة الامل فكرة كويتية وتهدف الى تعزيز روح الأخوة بين ذوي الاعاقة، خاصة الاعاقة الذهنية"، مؤكدا على أن مهمتها توعوية بالأساس وتستهدف توجيه رسالة إلى العالم بأن المعاقين قادرون على السفر، وإظهار ما لديهم من قدرات خاصة في كافة المجالات، وأنهم يحتاجون إلى فرصة لتأكيد قدرتهم على تجاوز الإعاقة وتقديم أعمال مفيدة للمجتمع الذي يعيشون فيه.

وأضاف "إن السفينة تضم مجموعة من أولياء الأمور المتميزين كانت رسالتهم إيصال جميع المفاهيم والقوانين المعنية والاتفاقيات الدولية لذوي الاعاقة لإرجاء العالم خاصة العالم العربي ورسالة حب وتقدير محتواها أنه لابد من التصدي لقضية الخجل الاجتماعي، وان نعي أن الاعاقة أصبحت أمرا واقعا، ولابد من التعامل معها بسهولة ويسر، لافتا الى انها دعوة لأولياء الامور بالمنطقة العربية، خاصة دول مجلس التعاون أن يرتقوا بخدماتهم المقدمة لذوي الاعاقة.

وتابع الملا "ان سفينة الامل عندما تجوب البحار ليست بهدف السفر والترحال لكنها دعوة لأولياء الامور لتقديم المزيد من الاهتمام بذوي الاعاقة، وان نرتقي بالخدمات التي تقدم لهم، كما أنها رسالة للمسؤولين بأن ذوي الاعاقة يستطيعون التعبير عن همومهم ومشاكلهم دون الاعتماد على الاخرين."  وأكد أن قوانين دولة قطر صريحة بأن ذوي الاعاقة هم جزء أساسي من المجتمع ولابد من الوقوف معهم ومساعدتهم، معربا عن تقديره للجهود التي بذلتها مدينة اللؤلؤة لاستقبال سفينة الأمل وللمتطوعين من الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ولكل وسائل الاعلام.

وردا على سؤال عما اذا كانت قطر ستنظم رحلة مشاهبة، قال الملا " إننا لابد أن نطلق فكرة أخرى من عمل المؤتمرات الخاصة بقضايا ذوي الاعاقة والسمنارات والندوات الخاصة بأولياء الأمور"، مضيفا أن دولة قطر ستشهد أحداثا كبيرة في السنوات العشر المقبلة من مؤتمرات ودورات وبطولات لذا يجب أن تكون هناك توعية تصاحب هذه الفعاليات.

يذكر أن رحلة الأمل هي رحلة بحرية كويتية المنشأ، أهلية المنطلق، إنسانية المضامين، وعالمية الأبعاد، انطلقت من دولة الكويت حاملة رسالة إنسانية عالمية لمصلحة ذوي الإعاقة الذهنية (الداون سندروم  التوحد  صعوبات التعلم) داعية إلى دمجهم بمجتمعاتهم والاستفادة من مواهبهم وطاقاتهم، مرت السفينة خلال مسار رحلتها بعدد من المحطات انطلاقاً من الكويت مروراً بدول مجلس التعاون ثم بحر العرب، فالبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، إلى أن وصلت فرنسا ثم واصلت رحلتها.